القيامة الصغرى
الناشر
دار النفائس للنشر والتوزيع،الأردن،مكتبة الفلاح
رقم الإصدار
الرابعة
سنة النشر
١٤١١ هـ - ١٩٩١ م
مكان النشر
الكويت
تصانيف
وقال آخر:
الموت في كل يوم ينشر الكفنا ××× ونحن في غفلة عما يراد بنا
لا تطمئن إلى الدنيا وبهجتها ××× وإن توحشت من أثوابها الحسنا
أين الأحبة والجيران ما فعلوا ××× أين الذين همو كانوا لنا سكنا
سقاهم الموت كأسًا غير صافية ××× فصيرتهم لأطباق الثرى رهنًا
وقال آخر:
قدم لنفسك توبة مرجوة ××× قبل الممات وقبل حبس الألسن
بادر بها غلق النفوس فإنها ××× ذخر وغنم للمنيب المحسن
المطلب الخامس
أثر تذكر الموت في إصلاح النفوس
إن لتذكر الموت أثرًا كبيرًا في إصلاح النفوس وتهذيبها، ذلك أن النفوس تؤثر الدنيا وملذاتها، وتطمع في البقاء المديد في هذه الحياة، وقد تهفو إلى الذنوب والمعاصي ن وقد تقصر في الطاعات، فإذا كان الموت دائمًا على بال العبد، فإنه يصغر الدنيا في عينه، ويجعله يسعى في إصلاح نفسه، وتقويم المعوج من أمره، فقد روى البيهقي في شعب الإيمان، وابن حبان في صحيحه والبزار في مسنده بإسناد حسن عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ﷺ: " أكثروا ذكر هاذم اللذات: الموت، فإنه لم يذكره في ضيق من العيش إلا وسعه عليه، ولا ذكره في سعة إلا ضيقها " (١) .
_________
(١) صحيح الجامع الصغير: (١/٣٨٨)، ورقم الحديث: (١٢٢٢) .
1 / 81