171

القيامة الصغرى

الناشر

دار النفائس للنشر والتوزيع،الأردن،مكتبة الفلاح

رقم الإصدار

الرابعة

سنة النشر

١٤١١ هـ - ١٩٩١ م

مكان النشر

الكويت

تصانيف

السِّر في هذا التداعي:
إن اعتصام هذه الأمة بدينها ووحدتها حاجز يقف دون مطامع أعدائها، فمهما كان مكر الأعداء وقوتهم فإنهم لن ينالوا من هذه الأمة نيلًا إذا كانت متحدة، وفي الحديث الذي يرويه ثوبان أن الرسول ﷺ قال: " وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بِسَنَةٍ عامة، وأن لا يسلط عليهم عدوًا من سوى أنفسهم، فيستبيح بيضتهم، وإنَّ ربي قال: يا محمد، إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد، وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة، وأن لا أسلط عليهم عدوًا من سوى أنفسهم، يستبيح بيضتهم، ولو اجتمع عليهم من بأقطارها، أو قال من بين أقطارها، حتى يكون بعضهم يهلك بعضًا، ويسبي بعضهم بعضًا " (١) .
وواضح من الحديث أن وحدة الأمة عصمة لها من أعدائها، فإذا أصبح بأسها بينها، ووقعت الفرقة والاختصام فيما بينها سلط الله عليها أعداءها، وتلك نتيجة حتمية لأن قوتها في هذه الحال لا تتجه إلى الأعداء، بل إلى نفسها فتدمر نفسها بنفسها، مما يطمع أعداءها فيها.

(١) رواه مسلم في صحيحه، باب هلاك هذه الأمة بعضهم ببعض، (٢/٢٢١٥) حديث رقم (٢٨٨٩) والمراد بالبيضة، أي: جماعتهم وأصلهم، والبيضة أيضًا: العزّ والملك. والمراد بقوله: " أن لا أهلكهم بسنة عامة " أي: لا أهلكهم بقحط يعمهم، بل إن وقع قحط يكون في ناحية يسيرة، بالنسبة إلى باقي بلاد الإسلام.

1 / 186