القراءات وأثرها في علوم العربية

«السلم» من قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً (١) ومن قوله تعالى: وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها (٢) ومن قوله تعالى: فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ (٣) قرأ «نافع، وابن كثير، والكسائي، وابو جعفر» «السلم» في المواضع الثلاثة بفتح السين. وقرأ الباقون بكسرها (٤). وهما لغتان في مصدر «سلم». قال «ابو عبيدة معمر بن المثنى، والاخفش الاوسط»: «السلم» بالكسر: الاسلام، وبالفتح: الصلح، والمراد به الاسلام، لان من دخل في الاسلام فقد دخل في الصلح، فالمعنى: ادخلوا في الصلح الذي هو الاسلام» اهـ (٥). وقال «الراغب»: «السلم» بفتح السين، وبكسرها: «الصلح»، اهـ (٦). وقال «ابن عباس» ﵄: ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ يعني الاسلام اهـ (٧).

(١) سورة البقرة الآية ٢٠٨. (٢) سورة الانفال الآية- ٦١. (٣) سورة محمد الآية ٣٥. (٤) قال ابن الجزري: وفتح السلم حرم رشفا. انظر: النشر في القراءات العشر ح ٢ ص ٤٢٨. والمهذب في القراءات العشر ح ١ ص ١٥٦. واتحاف فضلاء البشر ص ١٥٦. (٥) انظر: الكشف عن وجوه القراءات ح ١ ص ٢٨٧. (٦) انظر: المفردات في غريب القرآن ص ٢٤٠. (٧) مختصر تفسير ابن كثير ح ١ ص ١٨٥.