المستشرقون والسنة
الناشر
مكتبة المنار الإسلامية ومؤسسة الريَّان
رقم الإصدار
بدون تاريخ
مكان النشر
بيروت - لبنان
تصانيف
الفصل الثاني: شُبُهَات حول مفهوم السُنَّة وتدوينها:
تمهيد:
أثار المُسْتَشْرِقُونَ شُبُهَاتٍ حول مفهوم السُنَّة والحديث، تدعونا إلى بيان هذه الشُبُهَات ودحض ما ذهبوا إليه، ومن ثَمَّ كان لاَ بُدَّ في المقدمة من بيان المفهوم لغةً واصطلاحًا.
مَفْهُومُ السُنَّة:
يطلق لفظ السُنَّة لغةً على الطريقة والسيرة حسنةً كانت أوسيئةً (١) .. وخَصَّهَا بعضُهُم بالطريقة الحسنة .. قال الأزهري: والسُنَّة: الطريقة المستقيمة المحمودة، ولذلك قيل: فلان من أهل السُنَّة (٢). وقال الخطَّابي: إنَّ السُنَّة في اللُّغة الطريقة المحمودة خاصة (٣).
قلت: الأول راجح لغة والثاني مرجوح، ففي الحديث الذي رواه مسلم وغيره عن جرير بن عبد الله أنَّ رسول الله ﷺ قال: «مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا،
_________
(١) " لسان العرب "، و" القاموس المحيط "، و" الصحاح "، و" المعجم الوسيط " (سنن) و" كشاف اصطلاحات الفنون ": ص ٤٠٣.
(٢) " تهذيب اللغة ": ٤/ ٢٩٨.
(٣) " إرشاد الفحول ": ص ٣٣.
1 / 24