166

المفصل في أحكام الأضحية

تصانيف

الكبش ثم أضجعه ثم ذبحه، ثم قال: باسم الله اللهم تقبل من محمد، وآل محمد ومن أمة محمد ثم ضحى به) رواه مسلم (١).
فهذا الحديث يدل على أن النبي ﷺ ضحى عن الميت؛ لأنه ضحى عن آل محمد وعن أمة محمد، ومنهم من كان قد مات.
٣. واحتجوا بما جاء في الحديث عن جابر بن عبد الله ﵁ قال: (ذبح النبي ﷺ يوم الذبح كبشين أقرنين أملحين موجوئين، فلما وجههما قال: إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض على ملة إبراهيم حنيفًا، وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي، لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أمرت، وأنا من المسلمين، اللهم منك ولك، وعن محمد وأمته باسم الله والله أكبر ثم ذبح) رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة وأحمد والدارمي وقد مضى.
والشاهد في هذا الحديث كسابقه حيث إن فيه التضحية عن أمة محمد ﷺ، ومن أمته ﷺ من كان قد مات.
٤. واحتجوا بما جاء في الحديث عن أبي رافع مولى رسول الله ﷺ: (أن رسول الله ﷺ كان إذا ضحى اشترى كبشين سمينين أقرنين أملحين، فإذا صلى وخطب الناس أتي بأحدهما وهو قائم في مصلاه فذبحه بنفسه بالمدية ثم يقول:
اللهم هذا عن أمتي جميعًا، من شهد لك بالتوحيد وشهد لي بالبلاغ، ثم يؤتى بالآخر فيذبحه بنفسه ويقول: هذا عن محمد وآل محمد، فيطعمهما جميعًا المساكين ويأكل هو وأهله منهما، فمكثنا سنين ليس رجل من بني هاشم يضحي قد كفاه الله المئونة برسول الله ﷺ والغرم) رواه أحمد (٢).
وقال الهيثمي: وإسناده حسن (٣)، وحسنه الشيخ الألباني أيضًا (٤).
وهذا الحديث له شواهد كثيرة ذكرها الهيثمي (٥).

(١) صحيح مسلم مع شرح النووي ٤/ ١٠٦.
(٢) الفتح الرباني ١٣/ ٦١ - ٦٢.
(٣) مجمع الزوائد ٤/ ٢١.
(٤) تخريج أحاديث شرح العقيدة الطحاوية ص٥١٦.
(٥) مجمع الزوائد ٤/ ٢٢ - ٢٣.

1 / 167