58

المئوية في إعراب القرآن الكريم

تصانيف

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ ثَانٍ عَنِ اللهِ ﷿ بِأَنَّهُ رَحِيمٌ؛ فَاللهُ - تَعَالَى - مُخْبَرٌ عَنْهُ، وَقَدْ نَابَتِ الهَاءُ عَنْ ذِكْرِ لَفْظِ الجَلَالَةِ، وَالرَّحْمَةُ هِيَ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنْهُ - سُبْحَانَهُ -، وَقَدِ اتَّصَلَ هَذَا الإِخْبَارُ بِـ «إِنَّ». فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «إِنَّ اللهَ رَحِيمٌ»؛ «إِنَّ» وَاسْمُهَا وَخَبَرُهَا. ﴿قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٣٨)﴾ (قُلْنَا): «قُلْ»: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بـ «نَا»، وَ«نَا»: ضَمِيرٌ. (اهْبِطُوا): فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ النُّونِ؛ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ. (مِنْهَا): «مِنْ»: حَرْفُ جَرٍّ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ. (جَمِيعًا): حَالٌ، مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ. فَـ «جَمِيعًا»: حَالٌ مُؤَكِّدَةٌ، وَهِيَ الَّتِي لَا تُضِيفُ مَعْنًى زَائِدًا فِي الجُمْلَةِ؛ إِنَّمَا هِيَ تَوْكِيدٌ لِمَا قَبْلَهَا، وَهُنَا جَاءَتْ تَوْكِيدًا لِوُقُوعِ الهُبُوطِ مِنَ الجَمِيعِ. وَمِنْهُمْ مَنْ عَدَّ «جَمِيعًا» مِنْ ألْفَاظِ التَّوْكِيدِ؛ لَكِنِ اعْتَرَضَ غَيْرُهُمْ بِأَنَّ «جَمِيعًا» مُجَرَّدَةٌ مِنَ الضَّمِيرِ، وَلَوْ كَانَتْ تَوْكِيدًا لَقِيلَ: «اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعُكُمْ». (فَإِمَّا): الفَاءُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ«إِمَّا»: أَيْ: «إِنْ مَا»؛ وَ«إِنْ»: حَرْفُ شَرْطٍ، جَازِمٌ، وَ«مَا»: لِلتَّوْكِيدِ. (يَأْتِيَنَّكُمْ): «يَأْتِيَنَّ»: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ؛ لِاتِّصَالِهِ بِنُونِ التَّوْكِيدِ، وَ«كُمْ»: ضَمِيرٌ. (مِنِّي): «مِنْ»: حَرفُ جَرٍّ، وَاليَاءُ: ضَمِيرٌ. (هُدًى): فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ المُقَدَّرَةِ؛ لِلتَّعَذُّرِ. فَـ «هُدًى»: فَاعِلٌ؛ لِأَنَّهُ الآتِي. (فَمَنْ): الفَاءُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، أَوْ فَاءُ الجَوَابِ، وَ«مَنْ»: اسْمُ شَرْطٍ، جَازِمٌ.

1 / 61