Schwarze Korps
في عددها الصادر في 23 نوفمبر 1938 - وهي صحيفة الجستابو والحرس الهتلري المختار -
S. S. ، طائفة من القوانين والقرارات التي يقصد بها حرمان اليهود من كسب العيش في ألمانيا، ثم قالت:
سوف يستنفد اليهود ما لديهم من رءوس أموال، ويغدون في عداد المجرمين، وعند بلوغ هذه المرحلة، فسوف نواجه ضرورة ملحة شديدة، هي ضرورة إبادة عالم اليهود الإجرامي بالوسائل نفسها التي نتبعها مع المجرمين، أي بالسيف والنار. وأما النتيجة المنتظرة فهي نهاية اليهودية وتحطيمها تحطيما لا قيامة لها من بعده.
ولما كانت «هستريا اليهودية» جزءا متمما «لهستريا الجنس» ولا يمكن أن تنفصل عنها، فقد صار من الضروري إظهار مدى ما بلغته هذه الهيستريا الأخيرة في مسألة صون الجنس الآري وتهيئته للسيطرة العالمية المنتظرة لا من جهة ضمان نقاء الدم الآري وعدم تلوثه بدم الأجناس الأخرى غير الآرية مثل اليهود، وإنما من جهة لا تقل في نظر النازيين خطرا عن سابقتها وهي ضرورة تأسيس المجتمع النازي من أفراد أشداء صحيحي الأجسام، سليمي العقول، يصلحون بفضل نقاء دمهم، وصحة أبدانهم وسلامة عقولهم «؟» للاستئثار بالحكم والسلطان، لا في ألمانيا وحدها بل وفي العالم أجمع. •••
لم يتورع النازيون عن ارتكاب أشنع الجرائم للتخلص من جميع الأفراد الذين قضوا بعدم صلاحيتهم، لأن يكونوا أعضاء في المجتمع النازي الذي ينبغي أن يتألف في نظرهم من الأفذاذ والأسياد فحسب، ولجئوا في تحقيق أغراضهم إلى وسائل ثلاث: هي القتل، والخصي والتعقيم؛ إذ إنه لم يكن هناك مناص من اختيار الصالحين بدنيا وعقليا وخلقيا حتى ينسلوا أطفالا صالحين من تلك النواحي، يقوم على أكتافهم عندما يشبون عن الطوق صرح الدولة الوطنية الاشتراكية الصميمة.
وقد دلت الإحصائيات على أن عدد المصابين بعلل جثمانية وعقلية وبأمراض تمنعهم من النضال في الحياة من أجل كسب العيش يبلغ المليونين. من هذا العدد الضخم، كان دافعو الضرائب في دولة الريخ يعولون 1151000، وقدر ما كانوا يتكلفونه بمبلغ 1151000000 ريخمارك سنويا. وقدر عدد المصابين منهم بأمراض عقلية بنحو 880000 أي 76٪ من مجموعهم. ويبلغ ما كان ينفقه عليهم دافعو الضرائب سنويا 631000000 ريخمارك أو 54٪ من العبء المالي كله. وقد استدل النازيون من ذلك على أن بقاء هذه الحال على ما هي عليه لا بد مفض إلى تدهور المجتمع في النهاية؛ ولذلك استقر رأيهم على أن من واجب الدولة العمل على التخلص من هؤلاء المرضى غير الصالحين دون إبطاء.
ومع أن النازيين لم يعترفوا صراحة بأنهم يلجئون إلى القتل حتى يتخلصوا ممن يرون أنهم غير صالحين للعيش في المجتمع الألماني، فقد أضحى هذا الأمر من الحقائق المعروفة، ودل البحث على أن عدد القتلى من هؤلاء المنكوبين بلغ في عامي 1939، 1940 مائة ألف شخص اختارهم الزعماء والأخصائيون النازيون، وتولى رجال الجستابو عملية الإجهاز عليهم من غير استشارة أسراتهم في ذلك، فلم يعرف أهلوهم من أمرهم شيئا، بل كان يصلهم نبأ وفاة مرضاهم فجأة على غير انتظار، وقد تقدم كيف أن «جرافينيك»، «هارثيم» و«بيرنا» كانت مراكز هذه المجازر البشرية.
وفي أول يناير 1934 صدر قانون يقضي بأن يخصى غير الصالحين، ثم نفذ «مكتب سياسة الجنس أو العنصرية» هذا القانون، فبلغ عدد من تم خصيهم في عامي 1934، 1935: 996 شخصا، وقدر المكتب المذكور عدد الذين أخصوا عموما منذ صدور هذا القانون إلى قيام الحرب في سبتمبر 1939 بين 1500-2000 أي بما يزيد على 300 شخص في كل سنة.
وبعد خمسة شهور من وصول الهر هتلر إلى الحكم، صدر قانون استطاع النازيون بفضله أن يعقموا «375000» شخصا تقريبا في ست سنوات، أي إلى عام 1939، وأما هذا القانون ويطلق عليه اسم «قانون منع المصابين بالأمراض الوراثية من التناسل» فقد نص على ضرورة إجراء جراحة لكل فرد مصاب بمرض وراثي؛ حتى يصبح عاجزا عن أن يكون له أطفال، على شريطة أن يثبت بطريق الخبرة والتجارب العلمية الطبية أنه من المحتمل جدا أن يرث الأطفال الذين يولدون لهذا الشخص قدرا كبيرا من النقص الجثماني والعقلي، وبلغت هذه الأمراض الوراثية تسعة، منها ضعف العقل، والصرع، والصمم والعمى الوراثيان، والعاهات الجثمانية والجنون والإدمان على المسكرات وغيرها. وكان هذا القانون يطبق على الألمان وعلى الأجانب سواء بسواء، فلم يستطع الأخيرون الإفلات من جراحة العقم إلا إذا غادروا الريخ. وأما الألمانيون المصابون بأحد هذه الأمراض، وكانت سنهم تزيد على عشر سنوات، فكانت تجرى لهم هذه الجراحة، ولم يستثن من ذلك سوى الأشخاص الذين لم تكن لديهم قدرة على التناسل بسبب شيخوختهم أو لأسباب أخرى، وكذلك الأشخاص الذين كان يخشى على حياتهم من إجراء هذه الجراحة لهم، هذا فضلا عن الأشخاص الموضوعين تحت الرقابة التامة في إحدى المؤسسات أو المصحات التي توافق عليها الدولة، أو الذين كانوا يفضلون بمحض اختيارهم دخول إحدى هذه المؤسسات حتى لا تعقمهم الدولة.
صفحة غير معروفة