افتراءات المنصرين على القرآن الكريم أنه يؤيد زعم ألوهية المسيح عليه السلام
الناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
تصانيف
والموضوع الثاني: معجزات كمعجزات عيسى من خلال التوراة والأناجيل.
أما الموضوع الأول فهو:
معجزات كمعجزات عيسى من خلال القرآن:
فقد مر آنفًا بيان المعجزات التي أيد الله بها عيسى ﵇ والتي ذكرت في القرآن الكريم. ومعلوم أن بعض هذه المعجزات لم يرد فيها شيء البتة في الأناجيل الحالية ولا يعلم النصارى عنها شيئا - فيما اطلع عليه الباحث - من خلال الأناجيل إلا ما اطلعوا عليه من خلال القرآن الكريم، وذلك مثل: كلام عيسى في المهد وكهلًا. ومثل: خلقه من الطين كهيئة الطير فيكون طيرًا بإذن الله، ومثل: إنبائه لهم بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم (١) . وإن كان قد ورد أنه أنبأهم ببعض الأمور المستقبلية كتهدم الهيكل مثلًا (٢) .
وهذا يدل على جهل النصارى بكثير من أحوال عيسى ﵇ سواء معجزاته - كما مر - أو حياته قبل الثلاثين من عمره أو غير ذلك حيث "لا نجد ذكرًا لعيسى ﵇ [في الأناجيل] إلا حينما كان طفلًا لا يتجاوز عمره ثمانية أيام - أي حينما ختن - ثم لا تدلك الأناجيل على شيء من حياته ﵇ حتى يبلغ اثنتي عشرة سنة فتذكر أنه (لما كانت له اثنتا عشرة سنة صعد إلى أورشليم كعادة العيد) ثم لا تتكلم الأناجيل عن شيء من أحوال عيسى ﵇ حتى يبلغ الثلاثين من عمره فتذكر أنه بعث آنذاك" (٣) كما ذكرت
(١) انظر: علي الحربي: "نصرانية عيسى؟ ونصرانية بولس"، ص (٢٣-٢٤) . (٢) انظر ص (١٧) . (٣) علي الحربي "نصرانية عيسى ﵇ ونصرانية بولس" ص ٣٣.
1 / 72