افتراءات المنصرين على القرآن الكريم أنه يؤيد زعم ألوهية المسيح عليه السلام
الناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
تصانيف
التمهيد
...
تمهيد:
لمحبة تاريخية عن المؤلفات التنصيرية التي تفتري على القرآن تأيده بعض معتقدات النصارى الباطلة:
كان بعض أتباع اليهود والنصرانية في بعض بقاع الجزيرة العربية كالمدينة، وخيبر، ونجران. وما إن تبينت قوت الإسلام والمسلمين في الجزيرة العربية حتى بدأت وفود القبائل العربية تفد إلى رسول الله ﷺ من مختلف أنحاء الجزيرة، وكان من أوائل هذه الوفود وفد نصارى نجران الذين جادلوا رسول الله ﷺ زاعمين أن القرآن يدل على التثليث، وعلى ألوهية عيسى ﵇ وأنه ابن الله تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا
وبذلك كانوا أول من سلك هذا الطريق المضل من النصارى في حيات الرسول ﷺ وقد ذكر ابن هشام "أن الله ﷾ أنزل في ذلك من قولهم (أي زعمهم دلالة القرآن على ألوهية عيسى – ﵇ والتثليث وبنوته) واختلاف أمرهم: صدر سورة آل عمران إلى بضع وثمانين آية منها".
هذا فيما يتعلق ببداية الافتراء على كتاب الله من النصارى وادعاء أنه يؤيد بعض اعتقاداتهم. أما من حيث كتابة المنصرين والنصارى لذلك في مؤلفاتٍ فإن أقدم ما اطلعت عليه من ذلك يعود إلى أواخر القرن الثاني وأوائل القرن الثالث الهجري - وهي "رسالة عبد المسيح بن إسحاق الكندي إلى عبد الله الهاشمي" كما سيأتي إن شاء الله، ثم تتابعت بعد ذلك الكتب والرسائل التنصيرية التي زعمت أن كتاب الله يؤيد بعض معتقدات النصارى: كألوهية المسيح ﵇،
1 / 5