افتراءات المنصرين على القرآن الكريم أنه يؤيد زعم ألوهية المسيح عليه السلام
الناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
تصانيف
أولًا: وحدانية الله (١) من خلال القرآن وكتب العهدين:
أنزل الله ﷾ التوراة على رسوله موسى ﵇ وأنزل الإنجيل على رسوله عيسى ﵇ ثم دخلهما التحريف بعد ذلك. وعلى الرغم من هذا إلا أن الموجود منها اليوم فيه ما يدل دلالة واضحة على وحدانية الله ﷾ وأنه لا يشاركه في ألوهيته أحدٌ لا نبي مرسل ولا ملك مقرب فهما في هذه الجزئية - المصطلح عليها في هذا البحث - يوافقان القرآن الكريم.
وفيما يلي عرض لهذه الوحدانية في القرآن أولًا ثم في التوراة والإنجيل:
أ- وحدانية الله ﷾ من خلال القرآن الكريم:
إن النصوص الدالة على وحدانية الله في القرآن الكريم كثيرة جدًا بل إن القرآن كله ناطق بتوحيد الله ﷻ حق التوحيد، ولكن لاكتمال الرد على المنصرين ولبيان أنهم ينتقون من القرآن ما يزعمون أنه يؤيدهم، وأنه يُمْكِنُ لهم صرفه إلى مرادهم الذي يوافق أهواءهم، ويتركون المحكم الواضح
_________
(١) المقصود بالوحدانية - في هذا البحث - ما يقابل التثليث، أي أن الله ﷾ واحدٌ أحدٌ ليس معه إلهٌ غيره فضلًا عن آلهة أخرى، كما أنه ليس ثالث ثلاثة كما يزعم النصارى وليس المقصود بذلك وحدانية الله في أسمائه وصفاته وعبادته وربوبيته ذلك أن اليهود - كما هو معلوم - في باب الصفات مجسمة، والنصارى مجسدة، والمسلمون السائرون على منهج السلف الصالح - رضوان الله عليهم - من الصحابة ومن تبعهم بإحسانٍ يؤمنون بما وصف الله به نفسه ووصفه به رسوله ﷺ من غير تحريف ولا تمثيل ولا تشبيه ولا تعطيل ولا تكييف. فالجزئية التي سوف يُستدل عليها من التوراة أو الأناجيل هي هذه الوحدانية المصطلح عليها آنفًا فقط.
1 / 16