افتراءات المنصرين على القرآن الكريم أنه يؤيد زعم ألوهية المسيح عليه السلام
الناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
تصانيف
ومريم" (١)، كما احتجوا على الرسول ﷺ بقوله تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ﴾ (الحجر،: ٩) . قالوا: وهذا يدل على أنهم ثلاثة" (٢) .
كذلك ردَدّ عبد المسيح الكندي هذا الزعم حيث يقول - مخاطبًا عبد الله الهاشمي-: "وفي كتابك أيضًا شبيه بما ذكرنا من قول موسى، ودانيال عن الله تعالى: فعلنا، وخلقنا، وأمرنا، وأوحينا، وأهلكنا، ودمرنا، مع نظائر لهذه كثيرة" (٣) فحجتهم أن الله تكلم عن نفسه في القرآن بصيغة الجمع ومن ثم زعموا أن ذلك دليل على أن عيسى ﵇ واحد من الذين تدل عليهم الضمائر المذكورة، وأن هذا الجمع إنما هو ثلاثة وزعموا بذلك أن القرآن يدل على ألوهية المسيح ﵇
ويقول المنصر فندر إن "مما لا يصح إغفاله إن القرآن يتفق مع الكتاب المقدس (٤) في إسناد الفعل، وضمير المتكلم في صيغة الجمع إلى الله. وفي القرآن ما ورد في سورة العلق حيث يقول: ﴿سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ﴾ وإنما أوردنا ذلك إشعارًا بأننا لا نخطئ إذا اعتبرنا عقيدة التثليث موافقة لإسناد ضمير الجمع إلى الله في القرآن" (٥) .
_________
(١) ابن هشام: "السيرة النبوية". ج١ ص: (٥٧٥) .
(٢) انظر: ابن تيمية "الجواب الصحيح" ج٣، ص: (٤٤٨) .
(٣) "رسالة عبد المسيح الكندي إلى الهاشمي يرد بها عليه ويدعوه إلى النصرانية"، طبعت في مصر سنة ١٨٩٥م، ص٣٨.
(٤) الكتاب المقدس عند النصارى هو المكون من قسمين: العهد القديم والعهد الجديد، وتبلغ أسفار العهد القديم (أو التوراة): (٣٩) سفرًا كما هو عند البروتستانت و: (٤٦) سفرًا عند الكاثوليك والأورثوذكس، أما العهد الجديد (أو الأناجيل) فتبلغ أسفاره: (٢٧) سفرًا. [انظر: علي الحربي: "نصرانية عيسى ﵇ ونصرانية بولس دراسة مقارنة من أسفار العهد الجديد" بحث ماجستير (١٤٠٧هـ) ص (٤و٦)] .
(٥) نقلًا عن: عبد الرحمن الجزيري: "أدلة اليقين في الرد على كتاب ميزان الحق وغيره من مطاعن المبشرين المسيحين في الإسلام" الطبعة الأولى (١٣٥٣-١٩٤٣م) ص (٢١٩) .
1 / 10