الله يحدث عباده عن نفسه
الناشر
دار النفائس للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٥ هـ - ٢٠١٤ م
مكان النشر
الأردن
تصانيف
الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ﴾ [الذاريات: ٥٦ - ٥٧] وقوله: ﴿لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى﴾ [الحج: ٣٧] وقد كان رسولنا ﷺ يثني على ربه تعالى بأنه يُطعِم ولا يُطعَم، فعن أبي هريرة قال: دعا رجلَّ من الأنصار من أهل قباء النبي ﷺ قال: فانطلقنا معه، فلما طعم النبي ﷺ وغسل يديه: قال: «الحمد لله الذي يُطعِم ولا يُطعَم، ومن علينا فهدانا، وأطعمنا وسقانا، وكلَّ بلاءٍ حسن أبلانا، الحمد لله غير مودَّعٍ ربي ولا مكافأٍ ولا مكفورٍ ولا مستغنى عنه، الحمد لله الذي أطعمنا من الطَّعام، وسقانا من الشَّراب، وكسانا من العري، وهدانا من الضَّلال، وبصَّرنا من العمى، وفضَّلنا على كثير ممن خلق تفضيلًا، الحمد لله رب العالمين» [قال فيه محقق ابن كثير (١٠١٣): صحيح، أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (ص ٣١٥)، وابن أبي الدنيا في الشكر (ص: ١٥) وابن السني (ص: ٤٨٥) وصححه ابن حبان: (٥٢١٩). والحاكم: ١/ ٥٤٦. على شرط مسلمٍ، ووافقه الذهبي].
والمعنى المراد بـ ﴿فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ أنه سبحانه خالقهما ومبدعهما، روى ابن جرير عن مجاهد، قال: سمعت ابن عباس يقول: «كنت ما أدري ما فاطر السماوات والأرض، حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر، فقال أحدهما لصاحبه: أنا فطرتها، يقول: أنا ابتدأتها» [جامع البيان: ٤/ ٤١٤٣].
خامسًا: كيف عرَّفنا رب العزَّة ﵎ بنفسه
عرَّفنا ربُّنا ﵎ في هذه الآيات أنَّه ﷾:
١ - له السماوات والأرض وما فيهما، لا يشركه في ذلك أحدٌ.
٢ - كتب على نفسه الرحمة، أي: أوجبها وفرضها، والله - تعالى - لا يجب عليه إلاَّ ما أوجبه على نفسه.
1 / 95