الله يحدث عباده عن نفسه
الناشر
دار النفائس للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٥ هـ - ٢٠١٤ م
مكان النشر
الأردن
تصانيف
تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ﴾ [المؤمنون: ٨٤ - ٨٩] والكفار عندما يقرُّون بأن الله هو الخالق للسموات والأرض ومالكهما يتناقضون عندما يعبدون غيره، ولا يفردونه بالعبادة.
٢ - الله - تعالى - كتب على نفسِهِ الرحمة:
أخبرنا ربُّنا ﵎ أنه كتب على نفسه الرحمة، فقال: ﴿كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ﴾ [الأنعام: ١٢] أي: أوجب وفرض على نفسِهِ - سبحانه - الرحمة، روي أبو هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «لمَّا قضى الله الخلق كتب كتابه، فهو عنده فوق العرش: إنَّ رحمتي غلبت غضبي» [البخاري: ٣١٩٤. ومسلم: ٢٧٥١]. وعن أبي هريرة أيضًا، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «جعل الله الرحمة مائة جزءٍ، فأمسك عند تسعةً وتسعين جزءًا، وأنزل في الأرض جزءًا واحدًا، فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق، حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها، خشية أن تصيبه» [البخاري: ٦٠٠٠. ومسلم: ٢٧٥٢].
٣ - سيجمع الله - تعالى - عباده يوم القيامة:
أقسم ربُّ العزَّة ﵎ بنفسه الكريمة أنَّه سيجمع عباده يوم القيامة، لا يتخلَّف منهم أحد، ولا يُفلت منهم أحد ﴿لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾ [الأنعام: ١٢] وهذا اليوم أمرٌ مستيقنٌ لا ريب فيه، ولا شكَّ فيه، والمؤمنون يصدِّقون بذلك من غير شكٍّ، ولذلك فإنَّ رب العزَّة قال: ﴿لَا رَيْبَ فِيهِ﴾ [الأنعام: ١٢] أما الذين يخسرون أنفسهم في ذلك اليوم بإدخال الله لهم
1 / 93