الله يحدث عباده عن نفسه
الناشر
دار النفائس للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٥ هـ - ٢٠١٤ م
مكان النشر
الأردن
تصانيف
١ - الله ﵎ خلق السموات والأرض في ستة أيام:
عرَّفنا ربُّ العزَّة بنفسه ﵎ فقال: ﴿إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾ [يونس: ٣].
وعرَّفنا الله تعالى في هذه الآية والآيات التالية لها بنفسه سبحانه، حتَّى لو أنَّ واحدًا سألك: من ربُّك؟ صح أن تجعل هذه الآيات جوابًا.
وأوَّل أمر عرَّفنا ﵎ أنَّه فعله سبحانه خلقه السموات والأرض في ستَّة أيام، وهذه الحقيقة مبثوثةٌ كثيرًا في كتاب الله الكريم، فقد خلق سبع أرضين، وخلق سبع سمواتٍ، وخلقهما في ستة أيامٍ، والله تعالى أعلم بمدَّة كلِّ يوم من هذه الأيام، والسموات والأرض من أعظم آيات الله، وفيهما من المخلوقات والدلائل والآيات ما يبهر العقول، ويشغل القلوب.
٢ - استواء ربُّنا على عرشه وتدبيره الأمر:
وقوله: ﴿ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ﴾ العرش أعظم مخلوقات الرحمن، وقد استوى الرحمن عليه سبحانه، استواءً يليق بجلاله، ليس كمثله شيء، وهو السميع البصير، وقوله ﴿يُدَبِّرُ الْأَمْرَ﴾ أخبر ربُّ العباد ﷾ أنه سبحانه يدِّبر الأمر في كونه، فهو قائمٌ ﷾ على كلِّ شيءٍ، لا فرق بين الصغير والكبير، كما قال سبحانه: ﴿لَا يَعزَّبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ﴾ [سبأ: ٣] وقال: ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا
1 / 148