الله يحدث عباده عن نفسه

عمر سليمان الأشقر ت. 1433 هجري
136

الله يحدث عباده عن نفسه

الناشر

دار النفائس للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٥ هـ - ٢٠١٤ م

مكان النشر

الأردن

تصانيف

٢ - لا يعلم وقت وقوع الساعة إلا الله تعالى: سأل كفار قريشٍ رسولنا ﷺ عن الوقت الذي تقع فيه الساعة، فأمر الله تعالى رسوله أن يخبر النَّاس أنَّه لا يعلم وقت وقوعها إلا الله سبحانه: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجلَّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَاتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الأعراف: ١٨٧]. والساعة التي سأل كفار قريشٍ الرسول عن وقت وقوعها هي يوم القيامة، والساعة في الأصل تطلق على كلِّ وقتٍ من الزَّمن، وغلب إطلاقها على يوم القيامة، وكان كفار قريشٍ يسألون عنها إنكارًا لها، كما قال تعالى: ﴿يَسْتَعْجلَّ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا﴾ [الشورى: ١٨]، وقال: ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ [الملك: ٢٥] وقوله: ﴿أَيَّانَ مُرْسَاهَا﴾ أي: متى يكون وقوعها. وقد أمر الله تعالى رسوله ﷺ أن يقول للسائلين ﴿قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجلَّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ﴾ [الأعراف: ١٨٧]. أي: قل لهم: إنَّما علمها عند الله، و﴿إِنَّمَا﴾ أداة حصرٍ، أي: علمها عند الله، فلا يعلمها لا ملكٌ مقربٌ، ولا نبيٌّ مرسلٌ، وقد قال الرسول ﷺ لجبريل عندما جاءه وهو في جمع من الصحابة، فسأله عن الإيمان والإسلام والإحسان، ثم سأله عن الساعة، قال في الجواب: «ما المسئول عنها بأعلم من السائل» فالمسئول وهو أفضل الأنبياء والرسل لا

1 / 140