الله يحدث عباده عن نفسه
الناشر
دار النفائس للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٥ هـ - ٢٠١٤ م
مكان النشر
الأردن
تصانيف
وكان عرش الله في الأزل علي الماء ﴿وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ﴾ [هود: ٧]. ويحمل عرش ربِّنا في يوم القيامة ثمانيةٌ من الملائكة ﴿وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ﴾ [الحاقة: ١٧]. وهؤلاء الملائكة الذين يحملون العرش في يوم القيامة يسبِّحون بحمد ربِّهم ﴿الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ﴾ [غافر: ٧]. وفي يوم القيامة ترى الملائكة حافِّين من حول العرش يسبحون بحمد الله ﴿وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ﴾ [الزمر: ٧٥] وقد ضلَّ قومٌ كثيرون في تعريف عرش الرحمن، والنصوص التي سقناها تدلُّ على أنَّ عرش الرحمن سريرٌ عظيمٌ كريمٌ مجيدٌ، استوى عليه الرحمن ومعنى استوى في اللغة العرب: ارتفع، واستقرَّ وعلا.
٣ - يغشي الله تعالى الليل النهار يطلبه حثيثًا:
عرَّفنا ربُّنا ﵎ أنه ﴿يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا﴾ [الأعراف: ٥٤] أي: يجعل الليل غشاءً وساترًا للنهار ومغطيًا له، وفي الآية محذوفٌ دلَّ عليه المقام، أي: يغشي النهار الليل أيضًا، فيأتي ضوء النهار ويغشى ظلام الليل، فيذهبه، ويحلُّ محلَّه، كما قال: ﴿وَآَيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ * وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعزَّيزِ الْعَلِيمِ﴾ [يس: ٣٧ - ٣٨].
وقوله تعالى: ﴿يَطْلُبُهُ حَثِيثًا﴾ أي: يطلبه طلبًا حثيثًا مسرعًا غاية الإسراع فلا يمهله لحظةً [العذب النمير: ٣/ ٣٨١].
1 / 131