ربما كان علينا أن نقرأ الكلمة دون تشديد السين، عندها يستقيم المعنى؛ فالذين انتشلوه أسروه؛ أي أمسكوا به ولم يطلقوا سراحه ليجعلوه بضاعة يتاجرون فيها . (س):
وهل يجوز لنا أن نغير في قراءة القرآن؟ (ج):
هنالك فرق بين القرآن الكريم وبين المصحف الشريف. القرآن الكريم مقدس ولا يتغير أو يغير، أما المصحف فنتاج بشري صنعته أيادي النساخ الذين كانوا ينقلون ما دونه كتاب الوحي متفرقا على رقاع الجلد أو عظم الأكتاف أو الخشب، أو ما حفظه حفاظ القرآن وفقدت أصوله. وقد تم ذلك على مرحلتين؛ الأولى في عهد الخليفة عمر، والثانية في عهد الخليفة عثمان. (س):
هل تقصد بقولك أن من جمع القرآن في مصحف قد ارتكب بعض الأخطاء في النسخ؟ (ج):
هذا ممكن؛ فهؤلاء ليسوا ملائكة، والإنسان خطاء بطبيعته، ولكن تلك الأخطاء كانت شكلية ولا تؤثر على المعنى لا من قريب ولا من بعيد. وقد أورد السيوطي في كتابه «الإتقان في علوم القرآن» خبرا عن السيدة عائشة مفاده أن البعض استفتاها في بعض الشذوذات النحوية في المصحف، فقالت: لقد أخطأ النساخ. (س):
ما نوع هذه الشذوذات؟ (ج):
ما أتذكره منها عشرة، وربما كان العدد أكبر من ذلك؛ فقد ورد على سبيل المثال، في سورة طه: 63:
قالوا إن هذان لساحران ، والشذوذ هنا هو رفع اسم إن بدلا من نصبه. وورد في سورة المائدة: 69:
إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى ... ، والشذوذ هنا هو أن كلمة الصابئون مرفوعة رغم أنها معطوفة على منصوب. (س):
لفت نظري ما قلته منذ قليل عن فقدان بعض الأصول المكتوبة للقرآن، ما الدليل على ذلك؟ (ج):
صفحة غير معروفة