الخطابة عند العرب

محمد الخضر حسين ت. 1378 هجري
3

الخطابة عند العرب

محقق

ياسر بن حامد المطيري

الناشر

مكتبة دار المنهاج للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٣ هـ

مكان النشر

الرياض - المملكة العربية السعودية

تصانيف

ما هي الخطابة؟ يذكر المناطقةُ الخطابة فيقولون: هذا القياسُ من قبيل الخطابة وليس ببرهان. والخطابة على هذا القَصْد ضَرْبٌ من ضروب القياس، وهي: القياس المؤلَّف من أقوالٍ مَظنُونَةٍ أو مقبولة. والأقوالُ المظنونةُ: ما يُؤخَذ فيها بالمحتمِل الرَّاجح. والأقوال المقبولة: ما تُتَلَقَّى ممن يُعْتَقَدُ صِدْقُه وسَدَادُ رأيِه. ومثال الخطابة المؤلَّفة من أقوال مظنونة: أن تشير إلى أُمَّةٍ غربية أو شرقية وتقول: (هذه الأُمَّةُ تُسَاسُ بإرادتها؛ لأنَّ لها مجلسًا نِيَابِيًّا ينظرُ في شؤونها). وهذا الاستدلالُ يرجع إلى الخطابة القائمةِ على أقوالٍ مظنونةٍ؛ إذ الشَّأْنُ في الأمم ذاتِ المجالس النيابيَّة أن تكون مَسُوسَةً بإرادتها. ولا يبلُغ هذا الاستدلال أن يكون قاطعًا؛ إذ من الجائز -ولو على بعد- أن تَجُول عند انتخاب الأعضاء ريحٌ ضَاغِطَةٌ فلا يجري الانتخابُ على وجهِه الصحيح. ومثال الخطابة المؤلَّفة من أقوالٍ مقبولة: أن تقول لمن يتخبَّطُه الغضب حين يُنقَدُ قولُه: (لا تستنكِف مِنْ أن يُرَدَّ عليك رأيُك، فقد قال الخليفة المأمون: "إنَّ العِلْمَ على المناقشة، أثبتُ منه على المتابعة"). أو تقول لمن يُبْلَى بسلطة جاهل: (لا تُطِعْ مَنْ يأمرُك بغير هدى، فقد قال

1 / 173