الخطابة عند العرب

محمد الخضر حسين ت. 1378 هجري
29

الخطابة عند العرب

محقق

ياسر بن حامد المطيري

الناشر

مكتبة دار المنهاج للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٣ هـ

مكان النشر

الرياض - المملكة العربية السعودية

تصانيف

فبلاغة الخطيب في نفسها مَزِيَّةٌ، وارتجالُها بعد هذا مَزيَّةٌ أخرى، وإنما يقوى على ارتجال الخطبة وإلقائِها متماسكةَ الحَلَقات مَنْ سبق له أن أدركَ معانيَ كثيرةً تتصل بالموضوع، وكانت له حافظةٌ قويةٌ تؤدي إليه صورةَ هذه المعاني كما أودعها، وكان بعدَ هذا أَلْمَعِيًّا مُهَذَّبًا، ويحسن التصرُّف في هذه الصور، ويضع كلَّ صورة بالمكان اللائق بها. أيها السَّادة: هذا ما سمح المقام بعرضه على أسماع شبابنا الأذكياء، وإنما قَصَدْنَا تذكرتَهم بهذا الفن الجليل فَنِّ الخطابة، لعلهم يمنحونه من إقبالهم جانبًا، فإنَّ الحاجة الشديدة إليه قائمةٌ، والدواعي إلى تَرْقِيَتِه وتوسيع نطاقه مجتمعةٌ، وأولو الألباب هم الذين يقدِّرون الحاجات فيبادرون إلى سَدِّها، ويستمعون إلى الدواعي فيحسنون إجابتها. ***

1 / 199