الخطابة عند العرب

محمد الخضر حسين ت. 1378 هجري
21

الخطابة عند العرب

محقق

ياسر بن حامد المطيري

الناشر

مكتبة دار المنهاج للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٣ هـ

مكان النشر

الرياض - المملكة العربية السعودية

تصانيف

حُسْنُ الإلقاء لاختيار المعاني وحسن تنسيق الألفاظ وَقْعٌ في نفوس السامعين بليغٌ، ومما يزيد الخطبة حُسْنًا على حسنها، أن يُجيد الخطيب إلقاءها، ونعني بإجادة الإلقاء: أن لا يستمرَّ في نُطقِه بالجُمَل على حالٍ واحدة، بل تكون الجمل متفاوتةً في مظاهرها، من نحو رفع الصوت وخَفْضِه، وتفخيمه وترقيقه، والوقوف عند جملة، أو وصله بأخرى، والضَّغْطِ على الكلمة أو التلفُّظ بها في هَوَادَةٍ، وأنتم تعلمون أنَّ من هَيْئَات النطق بالجملة ما يُشعِرُ بابتهاجِ الخطيب أو حزنه، ومنها ما يُلاءم الجمل التي يلقيها وهو واثقٌ بصِحَّتها، ومنها ما يُلاءم الجمل المرسلةَ لتهكُّمٍ أو مزاحٍ، ومرجع هذا كلِّه إلى ذكاء الخطيب وسلامةِ ذَوْقِه. وجودةُ إلقاء الخطبة هي التي تجعل لسماعها فضلًا على قراءتها في صحيفة، وكم من خطبةٍ يُحسِنُ الرجلُ إلقاءَها فيجدُ الناسُ في سماعها من الارتياح وهِزَّةِ الطَّرَبِ فوق ما يجدونه عندما يقرؤونها في صحيفة، أو يستمعون إلى من يسرُدها عليهم سَرْدًا متشابهًا.

1 / 191