الكفاية في التفسير بالمأثور والدراية
الناشر
دار القلم
الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٨ هـ - ٢٠١٧ م
مكان النشر
بيروت - لبنان
تصانيف
الصيغة السادسة: أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم، من الشيطان الرجيم.
لما رواه عبد الله بن عمرو بن العاص ﵄ عن النبي ﷺ أنه كان إذا دخل المسجد قال: «أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم" (١).
وهناك ألفاظ أخرى (٢)، واللفظ الأول مقدم واختار هذه الصيغة أكثر العلماء، لثلاثة أسباب:
أحدها: لأنها الصيغة التي جاءت بالقرآن (٣).
والثاني: وهو الذي ورد في السنة كما في حديث سليمان بن صُرد قال "اسْتَبَّ رَجُلانِ عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ وَنَحْنُ عِنْدَهُ جُلُوسٌ، وَأَحَدُهُمَا يَسُبُّ صَاحِبَهُ، مُغْضَبًا قَدِ احْمَرَّ وَجْهُهُ،
(١) أخرجه أبو داود في الصلاة - الحديث ٤٤١ وصححه الألباني. وانظر «النشر» ٢٥١: ١.
(٢) وهناك صيغ أخرى رويت عن بعض القراء، وبعض أهل العلم.
- منها: أعوذ بالله العظيم، من الشيطان الرجيم [ذكرها ابن الباذش في «لإقناع في القراءات السبع» ١٤٩: ١، وقال: «هي رواية أهل مصر عن ورش فيما ذكر الأهوازي». وانظر «النشر» ٢٤٩:] ..
- ومنها: أعوذ بالله العظيم، السميع العليم، من الشيطان الرجيم [رواها هبيرة عن حفص فيما ذكر ابن الباذش في «الإقناع» ١٥٠: ١، وانظر «المبسوط» ١٣: ١].
- ومنها: أعوذ بالله العظيم، من الشيطان الرجيم، إن الله هو السميع العليم. [انظر «النشر» ٢٥٠: ١].
-ومنها: أعوذ بالله السميع العليم، من الشيطان الرجيم، إن الله هو السميع العليم [انظر «المجموع» ٣٢٥: ٣].
-ومنها: أستعيذ بالله، أو نستعيذ بالله، من الشيطان الرجيم [نسبت لحمزة الزيات ومحمد بن سيرين. انظر «المبسوط» ١٣: ١، «مجمع البيان» ١٨: ١، «غرائب القرآن» للنيسابوري ١٥: ١، وقد نفى ابن الجزري صحتها عن حمزة. انظر «النشر» ٢٤٦: ١].
-ومنها: أعوذ بالله القوي، من الشيطان الغوي. [قال ابن الباذش في «الإقناع» ١٥١: ١ «اختارها بعضهم لجميع القراء»].
-ومنها: أعوذ بالله المجيد، من الشيطان المريد. [انظر «تفسير ابن عطية» ٤٩: ١].
-ومنها أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وأستفتح الله وهو خير الفاتحين. [انظر «النشر» ٢٥١: ١].
-ومنها أعوذ بالله السميع، الرحمن الرحيم، من الشيطان الرجيم، وأعوذ بك رب أن يحضرون، أو يدخلوا بيتي الذي يؤويني. [أخرجها عبد الرازق عن عطاء- في الصلاة- باب الاستعاذة في الصلاة- حديث ٢٥٧٤].
-ومنها: رب أعوذ بك من همزات الشيطان، وأعوذ بك رب أن يحضرون، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، إن الله هو السميع العليم [أخرجها عبد الرزاق - في الصلاة - باب الاستعاذة في الصلاة - حديث ٢٥٧٨ من طاووس].
-ومنها: أعوذ بالله السميع العليم من همزات الشياطين، وأعوذ بالله أن يحضرون. [أخرجها ابن أبي شيبة في الصلاة - في التعوذ كيف هو، ٢٣٨: ١ عن محمد بن سيرين].
وهذه الصيغ وإن رويت عن بعض السلف، فإن أقل أحوالها الجواز، وما صح عن المصطفى ﷺ هو الأولى بالأتباع. [انظر: اللباب في تفسير الإستعاذة والبسملة وفاتحة الكتاب: ٢١].
(٣) الجامع لأحكام القرآن: ١/ ٦٢
1 / 190