الكفاية في التفسير بالمأثور والدراية

عبد الله خضر حمد ت. غير معلوم
109

الكفاية في التفسير بالمأثور والدراية

الناشر

دار القلم

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٨ هـ - ٢٠١٧ م

مكان النشر

بيروت - لبنان

تصانيف

السماء وينكتها إلى الناس: "اللهم اشهد، اللهم اشهد، اللهم اشهد ... " (١). الحديث الثالث: حديث ابن عباس ﵄: أن رسول الله ﷺ خطب الناس في حجة الوداع فقال: "إن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم، ولكن رضي أن يُطاع فيما سوى ذلك مما تحاقرون من أعمالكم فاحذروا، إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلُّوا أبدًا: كتاب الله وسنة نبيه ... " (٢). الحديث الرابع: حديث زيد بن أرقم ﵁ أن النبي ﷺ قال لهم في غدير خم [بين مكة والمدينة] (٣)، وفيه: " ... وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور [هو حبل الله من اتبعه كان على الهدى، ومن تركه كان على الضلالة] فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به"، فحث على كتاب الله، ورغَّب فيه ... " (٤). الحديث الخامس: حديث أبي ذر ﵁، قال: قلت: يا رسول الله أوصني قال: "أوصيك بتقوى الله؛ فإنه رأس الأمر كلِّه"، "قلت: يا رسول الله زدني، قال: "عليك بتلاوة القرآن وذكر الله؛ فإنه نورٌ لك في الأرض وذخرٌ لك في السماء" (٥). فقد جاءت هذه الأحاديث تدل على أن رسول الله ﷺ أوصى بكتاب الله تعالى في عِدَّةِ مواقف: في خطبة عرفات، وفي خطبة أيام منى، وفي خطبته في غدير خم بين مكة والمدينة، وعند موته ﷺ، وهذا يدل على أهمية كتاب الله ﷿. ٣٠ - والقرآن العظيم: من ابتغى الهُدى من غيره أضلّه الله، وهو حبل الله المتين، ونوره المبين، والذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا تتشعَّب معه الآراء، ولا يشبع منه العلماء، ولا يملّه الأتقياء، ولا يخلق على كثرة الردِّ، ولا تنقضي عجائبه، من عَلِم علمه سبق، ومن قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن عمل به أُجِر، ومن دعا إليه هُدِيَ إلى صراط مستقيم (٦). ٣١ - وقد وردت أحاديث كثيرة تبين فضل القرآن على سائر كلام البشر، وهو كلام الله فمنها: من فضائل القرآن أنه يشفع يوم القيامة لمن قرأه وعمل به في الدنيا، قال ﷺ "اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه" (٧). وقال ﷺ: "يُؤْتَى بِالْقُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَهْلِهِ الَّذِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ تَقْدُمُهُ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَآلُ عِمْرَانَ، تُحَاجَّانِ عَنْ صَاحِبِهِمَا" (٨). وخير الناس هم الذين تعلموا القرآن وعلموه لوجه الله قال ﷺ: " خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ" (٩). وعن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: "يجيء القرآن يوم القيامة يقول: يا رب حله، فيلبس تاج الكرامة، ثم يقول: يا رب زده فيلبس حلة الكرامة ثم يقول: يا رب ارض عنه فيرضى عنه، فيقال: اقرأ وارق فيزاد بكل آية حسنة" (١٠). وعن علي ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «من قرأ القرآن فاستظهره فأحل حلاله وحرم حرامه؛ أدخله الله به الجنة وشفعه في عشرة من أهل بيته كلهم قد وجبت لهم النار» (١١). عن سهل بن معاذ الجهني أن رسول الله ﷺ قال: «من قرأ القرآن وعمل به ألبس والداه تاجا يوم القيامة ضوءه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا فما ظنكم بالذي عمل بهذا» (١٢). وروى البخاري عَنْ عَائِشَةَ: عَنْ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: "مَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَهُوَ حَافِظٌ لَهُ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ وَمَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ وَهُوَ يَتَعَاهَدُهُ وَهُوَ عَلَيْهِ شَدِيدٌ فَلَهُ أَجْرَانِ" (١٣). وعن عائشة قالت: قال رسول الله ﷺ: "الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران" (١٤). وروى النسائي وابن ماجة والحاكم بإسناد صحيح عن أنس ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: "إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنْ النَّاسِ"، قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ: مَنْ هُمْ؟ قَالَ: "هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ" (١٥). وعَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ ﷺ: مَنْ أَحْسَنُ النَّاسِ صَوْتًا بِالْقُرْآنِ؟ قَالَ: "مَنْ إِذَا سَمِعْتَ قِرَاءَتَهُ رَأَيْتَ أَنَّهُ يَخْشَ

(١) مسلم، كتاب الحج، باب حجة النبي ﷺ، برقم ١٢١٨. (٢) الحاكم، ١/ ٩٣، وصححه ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، ١/ ١٢٤، وفي الأحاديث الصحيحة، برقم ٤٧٢. (٣) اسم لفيضة على ثلاثة أميال من الجحفة، غدير يقال له: غدير خم. [شرح النووي على صحيح مسلم]. (٤) مسلم، كتاب فضائل الصحابة ﵃، باب من فضائل علي بن أبي طالب ﵁، برقم ٢٤٠٨. (٥) ابن حبان في صحيحه مطولًا، برقم ٣٦١، ٢/ ٧٨، وحسنه الألباني لغيره في صحيح الترغيب والترهيب، ٢/ ١٦٤، برقم ١٤٢٢. (٦) انظر: الترمذي، برقم ٢٩٠٦، وكل ما جاء في هذا الأثر فمعناه صحيح حتى ولو لم يأتِ في حديث، لكن المعنى تدل عليه عموم الأدلة من الكتاب والسنة. (٧) صحيح مسلم (١/ ٥٥٣) برقم (٨٠٤) (٨) رَوَاه مُسْلِم (١/ ٨٠٥)، والتِّرمِذِي (٥/ ٢٨٨٣) (٩) رَوَاه البُخَارِي (٦/ ٥٠٢٧)، وأَبُو دَاوُد (٢/ ١٤٥٢). (١٠) صحيح الجامع (٨٠٣٠) (حديث حسن). (١١) أخرجه الترمذي، ومعنى استظهره، حفظه عن ظهر قلب. (١٢) أخرجه أبو داود والحاكم وقال: صحيح الإسناد. (١٣) البخاري، ٤/ ١٨٨٢ رقم ٤٦٥٣. (١٤) مسلم ١/ ٥٤٩ رقم ٧٩٨. (١٥) ابن ماجة ١/ ٧٨ رقم ٢١٥. قال عنه الشيخ الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: صحيح. المستدرك ١/ ٧٤٣ رقم ٢٠٤٦.

1 / 113