الإمامة العظمى - الريس

عبد العزيز الريس ت. غير معلوم
68

الإمامة العظمى - الريس

الناشر

(دار البرازي - سوريا)

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٧ هـ

مكان النشر

(دار الإمام مسلم - المدينة المنورة)

تصانيف

أميرًا، فأمرهم الأمير بمعصية، فقال النبي ﷺ: «إنَّما الطاعة في المعروف». قال علي ﵁: «إنَّ النبي ﷺ بعثَ جيشًا، وأمَّرَ عليهم رجلًا فأوقدَ نارًا، وقال: «اُدخلُوها»، فأرادوا أن يدخلوها، وقال آخرون: إنَّما فررنا منها، فذكروا للنبي ﷺ، فقال للذين أرادوا أن يدخلوها: «لو دخلوها لم يزالوا فيها إلى يوم القيامة»، وقال للآخرين: «لا طاعةَ في معصية، إنَّما الطاعة في المعروف» (^١). الوجه الثالث: سياق الحديث جعلَ المقابل للمعروف المعصية، فدلَّ هذا على أنَّ كلَّ ما ليس معصية فهو معروف فقال: «لا طاعة في معصية الله إنما الطاعة في المعروف»، وقد نصَّ العيني وأبو العباس القرطبي أن المراد بالمعروف ما ليس معصية. قال العيني: «قوله: «إنما الطاعة في المعروف» يعني تجبُ الطاعة في المعروف لا في المعصية وقد مرَّ» (^٢). وقال القرطبي: «قوله: «إنّما الطاعة في المعروف»؛ إنّما هذه للتحقيق والحصر؛ فكأنَّهُ قال: لا تكون الطّاعة إلا في المعروف، ويعنى بالمعروف هنا: ما ليس بمنكَرٍ، ولا معصية، فتدخلُ فيه الطاعات الواجبة، والمندوب إليها، والأمور الجائزة شرعًا» (^٣). وقال ابن عبدالبر: «وكلُّ إمام يقيم الجمعة والعيد، ويجاهدُ العدو ويقيم الحدود على أهل العداء، وينصفُ الناس من مظالمهم بعضهم لبعض، وتسكن له الدَّهماء وتأمَنُ به السُّبل = فواجبٌ طاعته في كلِّ ما يأمر به من الصلاح أو من المباح» (^٤).

(^١) سبق تخريجه (ص: ٧٥). (^٢) عمدة القاري شرح صحيح البخاري (٢٤/ ٢٢٥). (^٣) المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (٤/ ٤١). (^٤) التمهيد (٢٣/ ٢٧٩).

1 / 76