98

[ذكر أمة الترك]

وأما السودان: فهم أنواع مختلفة أشهرهم الحبوش، وسلطانهم يسمى النجاشي.

قال المسعودي: إن أرض (الحبشة) وسائر (السودان) كلها مسيرة سبع سنين، وأن أرض (مصر) جزء واحد من ستين جزءا من أرض (السودان)(1).

قال: ويتصل بأقاصي (السودان) من أرض (المغرب) بلاد (تلمسان)

وبلاد (فاس) ثم (السوس الأولى)(2) [وبين (السوس الأولى)](3) وبين (القيروان) نحوا ألفي ميل، وبين (السوس الأولى) وبين (السوس الأقصى) نحو عشرين يوما(4).

[ذكر أمة الخزر]

وأما الخزر: فقال المسعودي: هم أمة عظيمة من الناس، مملكتهم متصلة ب(مدينة الباب والأبواب) التي عمرها أنوشروان.

قال: وأول ما يتصل ب(مدينة الباب) من [مدن](5) الخزر مملكة يقال لها: (حيدان)(6)، قال: ولما افتتحت (بلاد الجرز) على يدي سليمان بن ربيعة الباهلي انتقل الملك إلى (مدينة إيلة)، وبينها وبين الأولى سبعة أيام، قال: وفي هذه المدينة خلق كثير من المسلمين والنصارى واليهود والجاهلية، فأما اليهود: فهم الملك وحاشيته والخزر من جيشه، وكان تهود ملك الخزر في خلافة الرشيد، وقد انضاف إليه خلق من اليهود، وردوا إليه من سائر أمصار المسلمين ومن (بلاد الروم)، وذلك أن ملك الروم نقل من كان في مملكته من اليهود إلى دين النصرانية وأكرههم فتهارب خلق كثير من اليهود ب(بلاد الروم) إلى أرض الخزر.

قال: والغالب في هذه البلد المسلمون لأنهم جند السلطان وهم يعرفون في بلاده بالأرسنة، وهم نقيلة من نحو (بلاد خوارزم) وهم ذوا(7) بأس وشدة، وعليهم يعول ملك الخزر في حروبه، فأقاموا في بلده بشرط إظهارالدين والمساجد وأن وزرائه منهم.

صفحة ٩٥