وبالعودة إلى حصارليك، في منتصف تسعينيات القرن العشرين، استخدم عالم الآثار الألماني مانفريد كورفمان تكنولوجيا جديدة للاستشعار عن بعد لتتبع أثر أسوار مدينة دوبفلد- بليجن فيما وراء الحدود القديمة. وكانت طروادة كورفمان، ربما أكثر من طروادة سابقيه، تتمثل في قلعة تليق بأبطال هوميروس. وأشار تحليل كورفمان أيضا إلى أن الأسوار الطروادية ظلت مرئية في القرن الثامن قبل الميلاد، حين كان هوميروس على الأرجح يزور الموقع.
غير أن غالبية الباحثين اليوم يتملكهم الحذر من القفز إلى أي استنتاجات؛ أو على الأقل القفز إلى استنتاجات مثيرة كاستنتاجات شليمان، أو دوبفلد، أو بليجن. فقد أكدوا على أن الألواح الحيثية تخضع لمجموعة متنوعة من التأويلات، وبالتأكيد لا تشكل دليلا على وجود ما يسمى ببريام أو باريس يوما ما، فضلا عن هيكتور أو هيلين، أو أخيل أو أجاممنون.
ويعترف معظم الباحثين بأنهم لا يستطيعون الجزم بوقوع الحرب الطروادية من الأساس. فقد كانت الإلياذة والأوديسة نتاج حنين لعصر ذهبي ولى منذ زمن بعيد، وكذا خيال شاعر في غاية الخصوبة؛ ومن ثم لا يمكن اعتبارهما بالتأكيد من الروايات التاريخية التي يعول عليها. ولكن، مثلما اعتقد شليمان، لم يعد بالإمكان الشك في أن التل في حصارليك كان مدينة عظيمة يوما ما، وكذلك الحال بالنسبة إلى قلعة مسينا. وعلى الرغم من أن المؤرخين لا يمكنهم التأكد من أسماء أو إنجازات الشعب الذي عاش في كلتيهما، فإنهم يعتبرون احتمال معرفة كل من الشعبين الكثير عن الآخر احتمالا مرجحا.
لقد كان أهل طروادة وأهل مسينا يتحدثون معا، ويمارسون التجارة معا، ومن الجائز للغاية أن يكون كل منهما قد حارب الآخر؛ وعلى الأقل إلى هذا الحد، كان شليمان - وهوميروس - على حق.
لمزيد من البحث
Heinrich Schliemann,
Troy and Its Remains (London: John Murray, 1875). Schliemann’s own account of his 1871-1873 excavation, including the discovery of Priam’s treasure .
Carl Blegen,
Troy and the Trojans (New York: Praeger, 1963). Blegen’s version, based on his 1932-1938 excavations .
John M. Cook,
صفحة غير معروفة