190 ويسالونى عن احوالى وما جرى لى من العجايب والغرايب وانا احدتهم واخبرهم . الى ان دهب اكثر الليل فقالوا الشباب ايها الشيخ ما تقدم لنا راتبنا فقد جا وقت النوم. فقام الشيخ ودخل مخدعا وجا وعلى راسه عشر اطباق مغطيه كل واحد بغطا ازرق فقدم لكل شاب منهم طبقا . تم اوقد عشر شموع واغرز على كل طبق شمعه . تم كشف الاغطيه فبان من تحتها فى الاطباق رمادا ودق فحم وسواد القدور ، فتشمروا وسخموا وجوههم بالسواد والرماد الدى فى الاطباق وخبطوا اتوابهم وانتحبوا ولطموا على وجوههم وبكوا ا22/1 و ودقوا على صدورهم بعد سخامهم لوجوههم وبقوا يقولوا وكنا بطولنا ما خلانا فضولنا، . ولا زالوا على مثل هده الى قريب الصباح فقام الشيخ سخن لهم ماء حار وقاموا الشباب تغسلوا ولبسوا اتواب غير اتوابهم . فلما رايت دلك يا سيدتاه وما فعلوه الشباب وسخامهم لوجوههم دهل عقلى واشتغل سرى ونسيت ما جرى على ولم استطيع السكوت دون ان سالتهم ايش اوجب هده بعد انشراحنا ولعبنا ، وانتم بحمد الله فيكم عقل تام وهده الفعال ما يفعلها الا المجانين ، فاسالكم باعز الاشيا عليكم الا ما قلتم لى خبركم وسبب قلع اعينكم وسبب سخام وجوهكم بالرماد والسواد . فالتفتوا الى وقالوا يا فتى لا يغرنك شبابنا وفعلنا ومصلحتك سكاتك عن سوالك . تم قاموا ومدوا شيا للاكل فاكلنا وفى قلبى نار لا تطفى ولهيب لا يخفى من اشتغال سرى بفعلهم بعد اكلى وشربى ، وجلسنا نتحدت الى العشا وقدم الشيخ لنا الشراب فشربنا . الى ان دخل الليل ونتصف فقالوا الشباب ايها الشيخ هات لنا راتبنا فقد دنا وقت النوم . فقام الشيخ وغاب قليل واقبل بالاطباق العاده وفعلوا به كما فعلوا ليله الماضيه . فبلا طويل يا سيدتى ، الا اننى اقمت عندهم شهر وكل ليله يفعلوا هده الفعال وباكر النهار يغتسلوا وانا كل ليله اتعجب من فعلهم وكتر على الوسواس وعيل صبرى بحيت امتنعت من الاكل والشرب . فقلت لهم ايها الفتيان الم تزيلوا همى وتخبرونى بما هو سبب سخام وجوهكم وقولكم وكنا بطولنا ما خلانا فضولنا، والا دعونى اسافر من عندكم الى اهلى
صفحة ١٩٠