الرواية الأم: ألف ليلة وليلة في الآداب العالمية ودراسة في الأدب المقارن
تصانيف
وطوال ذلك اليوم، أخذ يذرع حدائق القصر جيئة وذهابا بمفرده، عاقدا حاجبيه، بارقا عينيه. وكانت شفتاه تتحركان من وقت لآخر. وأحيانا، كان يرقد على الحشائش ويتطلع إلى السماء. وحين جاء الليل، عرض اقتراحه على زوجته. بكل هيبة وثبات.
وصعقت شهرزاد. وانعقد لسانها. كانت أول مرة فيما يذكر السلطان يراها فيها في هذه الحيرة الكاملة. ثم أخذت تضحك في النهاية. - دورك؟ حسنا. بكل سرور. إذا كان هذا ما تريد .. ولكن .. اسمح لي.
وغلب عليها الضحك فترة ثم واصلت كلامها. - إن هذا غير معقول بالمرة .. ولكن بالطبع، يجب عليك ذلك .. إذن فلتمض قدما!
وأسندت شهرزاد رأسها إلى مرفقها ونظرت إلى السلطان في تطلع وتسلية.
وبعد ساعتين، أنهى السلطان حكايته. وتطلع إلى زوجته في قلق.
وكتمت شهرزاد تثاؤبها وقالت: ليست بالرديئة. أظن أن لها مزاياها، إذا كنت تحب هذا النوع. بها سرد قصصي جيد. شخصياتها جامدة نوعا ما، وبها أكثر مما يلزم من اندفاعات الفرسان والتلويح بالسيوف.
واحتج السلطان قائلا: هذا هو المقصود بعينه. إنها قصة حربية. - تمام. لا تشغل بالك.
وطبعت زوجته قبلة على خده، واستدارت لتنام.
وثابر السلطان على عزمه. والحق أن المثابرة لم تكن مطلوبة، ذلك أنه وقد بدأ بالفعل، انطلق في طريقه. إن هذا الأمر ينطوي على أكثر مما يظن المرء، إذ بالإمكان أن يصبح هوسا كاملا. لم يكن يعرف هو نفسه ماذا سيحدث في الغد. فقد كانت هناك طرق كثيرة لقوله. وتكلم بأساليب كثيرة، ليلة وراء ليلة. ... كان مسدس الكولت عيار 45 ميلليمترا يبدو كاللعبة في يديه. وقال في هدوء: لا أحد يتحرك! ضعوا كل شيء على الطاولة!
وتأوهت شهرزاد. وتوقف السلطان عن الكلام. - ما الأمر؟ - قصة أخرى من نفس النوع .. أعترف أن بها شيئا من الزخارف الأسلوبية .. ولكن، ما القصد منها؟ - هناك امرؤ سوف يقتل. - أجل يا عزيزي، أعرف ذلك. - وبعدها يجب أن نعرف من ارتكب الجريمة ولماذا. - وما أهمية ذلك كله؟
صفحة غير معروفة