الرواية الأم: ألف ليلة وليلة في الآداب العالمية ودراسة في الأدب المقارن
تصانيف
وتحول السلطان إلى ناحيتها وتطلع إليها في دهشة. ثم ضحك قائلا: أنا؟ أنا؟ يا لها من فكرة غريبة! أنا لا أستطيع القيام بذلك النوع من العمل. أعني أنه عمل النساء .. حسنا، نحن لنا استعدادات مختلفة. هه، قص الحكايات!
قالت دينارزاد: حسنا، إذا كنت لا تقدر على ذلك ...
فصعر السلطان خده قائلا: أعتقد أنه في استطاعتي أن أقدر على ذلك. فقط، لم يخطر على بالي أن أحاول .
وعند ذلك دخلت شهرزاد الغرفة، فأسرع السلطان بتناول الجريدة وبدأ يفحص أسعار البترول. ونظرت زوجته إلى أختها بامتعاض وقالت: ما معنى هذا الرداء السخيف الذي ترتدينه يا دينارزاد؟
وكانت شهرزاد ترتدي جاكيت صوفيا ماركة «أرماني» وجيبة قصيرة تبرز جمال ساقيها. وكان شعرها الأسود يتناثر في موجات لامعة فوق كتفيها. وجلست وخلعت حذاءها «الكورت جايجر» ثم أخرجت نظارتها من حقيبتها ولبستها. كانت متعودة أن ترتدي نظارات كبيرة الحجم ذات إطار من الصدف الأخضر، رغم أنها، على حد علم السلطان، لم تكن تشكو من ضعف بصرها. كانت النظارة تلائمها تماما، وإن كانت تخلع عليها مهابة أيضا. وأحس السلطان بالمهابة آنذاك، فتناول آلة حاسبة وتجهم وجهه وهو يطالع أسعار البترول. وسأل زوجته: كيف كان يومك يا عزيزتي؟
قالت شهرزاد: جميل. وأعتقد أنه كان مثمرا في نهاية الأمر. إني أعمل في المراحل الأولية لخطة طموح لإقامة فصول للكتابة الإبداعية في الصحراء. إنه شيء مثير جدا. ولكن ثمة صعوبات مبدئية من ناحية القراءة والكتابة يجب أن نتغلب عليها. وأنت، ماذا كنت تفعل؟
قال السلطان بهمة: أعمل.
كان بالطبع قد رفض اقتراح دينارزاد المضحك. وحقا إذا كان ذلك الاقتراح قد صدر عن شخص آخر لكان قد شعر أن رجولته قد أهينت ولكان قد اتخذ الخطوات المناسبة لتلك الحالة. ولكن دينارزاد .. كان مسموحا دائما لتلك الفتاة ببعض التجاوزات.
ثم تتابعت الأحداث. فقد بدأت شهرزاد قصة جديدة تلك الليلة. قالت: الليلة نبدأ شيئا خاصا نوعا ما. إنها حكاية تتناول الحياة الداخلية لامرأة. إنها ليست بالمرأة النموذج ولكن بوسعنا أن نعتبرها جوهرا للمرأة، أو للإنسان. إن اسمها مسز دالواي. قد تجد في البداية أن الجو والتقديم غريبان عليك بعض الشيء، ولهذا يجب أن تنتبه لما أقول بوجه خاص. وأرجوك .. لقد تعودت على التحرك دون داع. لا تفعل ذلك. إن هذا النوع من القصص عقلي للغاية وأنا في حاجة إلى التركيز حتى أوفيه حقه. هل أنت مستعد؟
وبعد ثلاث ليال أصبح فؤاد السلطان متحطما. وتحقق أنه لم يعد بوسعه أن يحتمل أكثر من ذلك. عليه أن يقوم بشيء ما. وكان ذلك هو الوقت الذي عاد إلى التفكير في اقتراح دينارزاد. حسنا، ربما ...
صفحة غير معروفة