رد الجني: «والله، إنها لقصة غريبة ومدهشة، كما وعدت. لقد فزت، وسأعتق الرجل.» ثم أطلق الجني سراح الرجل، ورحل. شكر التاجر الرجل العجوز الذي هنأه بدوره على استرداد حريته. وعاد الرجل إلى منزله وأسرته، وعاش معهم سنوات عديدة حتى يوم مماته. •••
وهنا أدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح. وقالت دينارزاد لأختها: «يا لها من قصة غريبة وممتعة!» فردت شهرزاد: «ليلة غد، سأروي لكما قصة الصياد، وهي قصة أكثر إثارة.»
الفصل الثاني
قصة الصياد والجني
الليلة الخامسة
في الليلة التالية، قالت دينارزاد لأختها: «رجاء يا أختاه، إذا لم يكن النوم يغالبك، فاروي لنا واحدة من قصصك الممتعة.» وقال الملك: «لتكن قصة الصياد.» فأجابت شهرزاد: «كما تشاءان.» •••
يحكى أنه كان هناك صياد عجوز للغاية، له زوجة وثلاث بنات. وكانوا فقراء للغاية حتى إنه لم يكن لديهم ما يكفيهم من الطعام كل يوم. كان هذا الصياد يلقي بشبكته في المياه أربع مرات يوميا.
وفي أحد الأيام، والقمر لا يزال في السماء، والنهار لم يطلع بعد، خرج الصياد متجاوزا أطراف المدينة وصولا إلى شاطئ البحر، ثم خاض في الماء، وألقى بشبكته، وانتظر حتى غاصت. وجمع الحبل، وبدأ في سحب الشبكة، وشعر أنها تزداد ثقلا حتى أصبح غير قادر على سحبها أكثر من ذلك. فخلع ملابسه وغطس في الماء، سابحا تحت الشبكة، وأخذ يهزها ويجرها حتى جلبها أخيرا إلى الشاطئ.
ذهب الصياد لفتح الشبكة، والسعادة تغمره. لكنه عندما فعل، لم يجد سوى جرة كبيرة فارغة. فحزن الصياد بعد كل هذا العمل، وقال: «يا له من صيد غريب!»
صلى الصياد لربه، ونظف شبكته وأصلحها، ونشرها لتجف، ثم خاض في الماء مرة أخرى وألقى بها ثانية. علقت الشبكة مرة أخرى، وكان عليه أن يغوص في الماء ليحررها. وعندما سحبها إلى الشاطئ، ونظر بداخلها، ملأت الدموع عينيه. لم يكن في الشبكة سوى لوح خشبي متعفن. فصاح: «هذا أغرب يوم شهدته عيناي!»
صفحة غير معروفة