في غير رمضان؛ لأن وجوبها على العبد فعلًا وتركًا على الدوام.
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَاّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: ١٠٢]، وقال لنبيه ﷺ: ﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَاتِيَكَ اليَقِينُ﴾ [الحجر: ٩٩].
وقال الحسن البصري: إن الله لم يجعل لعمل المؤمن أجلًا دون الموت.
قال عيسى ﵊: ﴿وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا﴾ [مريم: ٣١].
روى مسلم في صحيحه من حديث سفيان بن عبد الله ﵁ قال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ: قُلْ لِي فِي الإِسلَامِ قَولًا لَا أَسأَل عَنهُ أَحَدًا بَعدَك، قَالَ: «قُل: آمَنتُ بِاللهِ، فَاستَقِمْ» (^١). قال العلماء: معنى الاستقامة لزوم طاعة الله.
ومن تلك المعاصي: الانقطاع عن بيوت الله، والتساهل في صلاة الجماعة، وهجر القرآن الكريم الذي كانوا يقرؤونه في رمضان، والانكباب على القنوات الفضائية التي تعرض التمثيليات الهابطة، والأغاني الماجنة، والصور الخليعة المحرمة، فإلى الله المشتكى.
الثاني: التقصير في نوافل العبادات، فيستحب للمسلم أن لا ينقطع عنها في غير رمضان، وقد شرع من الصيام، والقيام، والصدقات، وفعل الخير، ما يملأ الأوقات ويجعل العبد موصولًا بربه على الدوام.
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عائشة ﵂: أن
(^١) صحيح مسلم برقم (٣٨).
1 / 114