268

الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة

الناشر

(بدون)

تصانيف

النبي ﷺ قال: «إِنَّ رُوْحَ القُدُسِ نَفَثَ فِيْ رُوْعِي: أَنَّ نَفْسًا لَنْ تَمُوْتَ حَتَّى تَسْتَكْمِلَ أَجَلَهَا، وَتَسْتَوْعِبَ رِزْقَهَا، فَاتَّقُوا اللهَ، وَأَجْمِلُوْا فِيْ الطَّلَبِ، وَلَا يَحْمِلَنَّ أَحَدَكُمْ اسْتِبْطَاءُ الرِّزْقِ أَنْ يَطْلُبَهُ بِمَعْصِيَةٍ، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى لَا يُنَالُ مَا عِنْدَهُ إِلَاّ بِطَاعَتِهِ» (^١).
فما كُتب للعبد من رزق وأجل لا بد أن يستكمله قبل أن يموت.
روى أبو نعيم في حلية الأولياء من حديث جابر ﵁: أن النبي ﷺ قال: «لَوْ أَنَّ ابْنَ آدَمَ فَرَّ مِنْ رِزْقِهِ كَمَا يَفِرُّ مِنَ المَوْتِ، لأَدْرَكَهُ رِزْقُهُ كَمَا يُدْرِكُهُ المَوْتُ» (^٢).
وتأمل هذا الحديث في أدب الدعاء وهو يؤكد هذه الحقيقة.
روى مسلم في صحيحه من حديث أم حبيبة ﵂ أنها قالت: اللهم متعني بزوجي رسول الله ﷺ، وبأبي أبي سفيان، وبأخي معاوية، فقال لها رسول الله ﷺ: «إِنَّك سَأَلتِ اللهَ لآجَالٍ مَضْرُوْبَةٍ، وَآثَارٍ مَوْطُوءَةٍ، وَأَرْزَاقٍ مَقْسُوْمَةٍ، لَا يُعَجِّلُ شَيْئًا مِنْهَا قَبْلَ حِلِّهِ، وَلَا يُؤَخِّرُ مِنْهَا شَيْئًا بَعْدَ حِلِّهِ، وَلَوْ سَأَلتِ اللهَ أَنْ يُعَافِيَكِ مِنْ عَذَابٍ فِيْ النَّارِ، وَعَذَابٍ فِيْ القَبْرِ، لَكَانَ خَيْرًا لَكِ» (^٣).
ومما تقدم يتبين ما يأتي:
أولًا: الإِيمان بأن الآجال والأرزاق مقسومة، معلومة، لا يجلبهما حرص حريص ولا يردهما كراهية كاره.

(^١) حلية الأولياء (١٠/ ٢٧) وصححه الشيخ الألباني ﵀ في صحيح الجامع الصغير برقم (٢٠٨٥).
(^٢) حلية الأولياء (٧/ ٩٠) وصححه الشيخ الألباني ﵀ في السلسلة الصحيحة (٢/ ٦٧٢) برقم (٩٥٢).
(^٣) صحيح مسلم برقم (٢٦٦٣).

2 / 305