79

الدنيا ظل زائل

الناشر

دار القاسم

تصانيف

الدنيا -أخي- بزينتها ومراكبها .. بقصورها ودورها .. إنما هي: أحلام نوم أو كظل زائل ... إن اللبيب بمثلها لا يخدع (١) ويا أخي الحبيب: عجبًا لأمنك والحياة قصيرة ... وبفقد إلفٍ لا تزال تروع (٢) حال من سبقنا مقارنة بحالنا اليوم .. بون شاسع .. وفرق واضح. هذا محمد بن الفضل يقول: ما خطوت أربعين سنة خطوة لغير الله ﷿ وما نظرت أربعين سنة في شيء أستحسنه حياء من الله ﷿ وما أمليت على ملكي ثلاثين سنة شيئًا، ولو فعلت ذلك لاستحييت منهما (٣). أخي الحبيب: أين نحن من هؤلاء؟ ! ها هي الدنيا تساق بخطامها وزمامها .. بحملها وركابها .. ولكن ماذا فعلوا؟ ! عن مالك الداري أن عمر بن الخطاب ﵁ أخذ أربعمائة دينار فجعلها في صرة. فقال للغلام: اذهب بها إلى أبي عبيدة بن الجراح، ثم تله ساعة في البيت حتى تنظر ما يصنع، فذهب الغلام، قال: يقول لك أمير المؤمنين: اجعل هذه في بعض حاجتك.

(١) الإحياء: ٣/ ٢٢٨. (٢) التبصرة: ١/ ٥٢. (٣) صفوة الصفوة: ٤/ ١٦٥.

1 / 81