الدليل إلى المتون العلمية
الناشر
دار الصميعي للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٠ هـ - ٢٠٠٠ م
مكان النشر
الرياض - المملكة العربية السعودية
تصانيف
الأول: خاصية جعلها الله تعالى بين المعلم والمتعلم يشهدها كل من زاول العلم والعلماء، فكم من مسألة يقرؤها المتعلم في كتاب، ويحفظها، ويرددها على قلبه فلا يفهمك، فإذا ألقاها إليه المعلم فهمها بغتة وحصل له العلم بها بالحضرة، وهذا الفهم يحصل إما بأمر عادي، من قرائن أحوال، وإيضاح موضع إشكال، لم يخطر للمتعلم ببال، وقد يحصل بأمر غير معتاد، ولكن بأمر يهبه الله للمتعلم عند مثوله بين يدي المعلم، ظاهر الفقر، بادي الحاجة إلى مايلقى إليه.
وهذا ليس ينكر فقد نبه عليه الحديث الذي جاء: " أن الصحابة أنكروا أنفسهم عندما مات رسول الله ﷺ " وحديث حنظلة الأسيدي حين شكا إلى رسول الله ﷺ " أنهم إذا كانوا عنده وفي مجلسه كا نوا على حالة يرضونها فإذا فارقوا مجلسه زال ذلك عنهم، فقال رسول الله ﷺ "لو أنكم تكونون كما تكونون عندي لأظلتكم الملائكة بأجنحتها " وقد قال عمر بن الخطاب: " وافقت ربي في ثلاث " وهي من فوائد مجالسة العلماء إذ يفتح للمتعلم بين أيديهم مالا يفتح له دونهم ويبقى ذلك النور لهم بمقدار مابقوا في متابعة معلمهم وتأدبهم معه واقتدائهم به، فهذا الطريق نافع على كل تقدير..
الطريق الثاني: مطالعة كتب المصنفين ومدوني الدواوين، وهو أيضًا نافع في بابه بشرطين:
الأول: أن يحصل لهمن فهم مقاصد ذلك العلم المطلوب ومعرفة اصطلاحات أهله مايتم له به النظر في الكتب، وذلك يحصل بالطريق الأول من مشافهة العلماء أو مما هو راجع إليه، وهو معنى قول من قال:
1 / 76