مقدمة
المصادر
الألعاب الرياضية
ألعاب الكرة
ألعاب شتى
أعمالهم اليدوية
الألعاب العربية
مقدمة
المصادر
الألعاب الرياضية
صفحة غير معروفة
ألعاب الكرة
ألعاب شتى
أعمالهم اليدوية
الألعاب العربية
الألعاب الشعبية لفتيان العراق
الألعاب الشعبية لفتيان العراق
تأليف
عبد الستار القرغولي
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
صفحة غير معروفة
لأحداث العراق وفتيانه نصيب وافر من الألعاب العربية القديمة. توارثوها عن الأجداد، وجبلوا عليها كل هذا الزمن الطويل، فكانوا - وأيم الحق - سفرا حافلا يضم بين دفتيه تاريخ العرب الأقدمين، وإن من هذه الألعاب ما تفردوا به دون بقية الأقطار العربية، فكانوا يتسمون به وحدهم، والبعض الآخر شائع في جميعها يمارسه الناشئ السوري والحجازي واليماني، والناشئ العربي في شمالي إفريقية كما يمارسه العراقي؛ لأن العرب عندما أهلوا الأقطار قديما، وتوغلوا فيها بعد الفتح حملوا إليها ألعابهم في جملة ما حملوه من نشاط وصفاء ذهن وسلامة خلق، إنما تباينت أسماء تلك الألعاب، ولحقها التحريف ونتجت منها هذه الألعاب الشعبية، فهي وإن كانت مختلفة في العرض فهي متحدة في الجوهر.
ولكن هذه الألعاب الشعبية بالرغم من أنها كانت تعالج منذ عهد قريب، فإن منها ما اندثر، ومنها ما يكاد يندثر فيتولاه الضياع.
ولما كانت هذه الألعاب تمثل ناحية كبرى من تقاليدنا الموروثة وأخلاقنا القومية القويمة، التي يعز علينا أن نزايلها فقد امتلأت أسفا لإهمالها، وعقدت النية على إبرازها وإحياء معالمها، فبادرت إلى جمع ما تفرق منها، فصرت أكثر من مراقبة الفتيان حين ألعابهم، وأستمع إلى الشيوخ يقصون علي ما علق بأذهانهم منها، ثم رجعت إلى نفسي فتذكرت كل أيام صباي، وبالأخير عمدت إلى بطون أسفار اللغة والأدب فنقبت فيها، وبذلت الجهد لإرجاع ما توصلت إليه من الألعاب العراقية الشعبية إلى أصلها القديم، ووضعت لأغلبها أسماءها العربية الفصحى، فدونتها بأسلوب جذاب ولغة سلسلة.
وما كنت حريصا على إحيائها إلا لبث الدعاية الواسعة النطاق للرياضة البدنية في داخل المدرسة وخارجها، ولجعل الطلاب وغيرهم من الناشئة هواة للألعاب المفيدة وغواة للرياضة على اختلاف أنواعها؛ وليحتفظ الجميع بالتراث الذي وصل إليهم من قديم الزمن.
وقد انتقيت الألعاب التي تربي في النفس سرعة الحكم، والمبادرة إلى العمل، والتي تقوي روح الملاحظة والإرادة، والتي تعلم الفتى الإقدام في مواطن الخطر، ومع هذا فإنني لم أطرح جانبا تلك التي وضعت لمحض التسلية، وأسقطت الألعاب التي لا يؤمن فيها على الطفل العثور، والتي كان ضررها أكثر من نفعها، كألعاب القمار وغيرها، كما أنني أنبه القارئ الكريم إلى «لعبة المكاسرة» فبالرغم من أنها تمثل الحياة بما فيها من مغالبة ومناضلة، إلا أنها لا تخلو من أخطار فهي تبعث بين الفريقين المتنازعين روح النفرة والشحناء، وتؤدي إلى الأذى وتعطيل الأعضاء، فكثيرا ما يخدش وجه أو يشج رأس أو تقلع عين بحجر يقذفه المتكاسرون بمقاليعهم؛ ولكي تكون المكاسرة مشبعة بروح المسرة لجميع اللاعبين، وجب أن تحول إلى شكل منظم آخر، وذلك بأن يتخذ اللاعبون هدفا بعيدا يصوبون إليه رمياتهم، أو يتبادرون في تبعيد قذيفاتهم كما يصنع اللاعبون في لعبة قذف القرص أو رمي الرمح، وهكذا يمكن القول في تحوير سواها من الألعاب، وأما المفرقعات فيحظر استعمالها إلا في الأعياد والأفراح، ولا تعانى إلا بملاحظة شديدة، ونوصي أن يتولى القيام بتنظيم إيقادها لجان خاصة تأخذ المسؤولية على عاتقها لما في معاناتها من خطورة، وقد قسمته إلى خمسة فصول:
الفصل الأول:
في الألعاب الرياضية.
الفصل الثاني:
في ألعاب الكرة.
الفصل الثالث:
صفحة غير معروفة
في ألعاب شتى.
الفصل الرابع:
في الأعمال اليدوية.
الفصل الخامس:
في الألعاب العربية القديمة.
وكان الفصل الأخير جدولا عاما بما كان يمارسه العرب من الألعاب، ذكرناها وإن لم نتوفق في شرح بعضها أو الإسهاب فيها؛ لتكون حافزا لغيري ممن تهمه الرياضة البدنية، ويدرك أن العقل السليم في الجسم السليم، ويعرف أن للأجداد تقاليد قويمة يجب أن يتمسك بها الأبناء.
ومن الله أستمد العون في خدمة الوطن المبارك.
عبد الستار القرغولي
المصادر
(1) أهم مصادر الألعاب العربية (1) «تاج العروس من شرح جوهر القاموس»: هو شرح المرتضى الزبيدي للقاموس المحيط للفيروز أبادي، يقع في عشرة أجزاء، طبع بالمطبعة الخيرية 1306. (2) «الساق على الساق في ما هو الفارياق»: لأحمد فارس الشدياق، وصف فيه أحواله الخاصة بحركاته وسكناته وما عاناه في عراك أيامه، طبع باريس 1855م وله ذيل سماه ذنب الكتاب، وطبع بمصر 1919م. (3) «كتاب الحيوان»: من تآليف عمرو بن بحر الجاحظ الجيدة الحافلة بصنوف المعارف وضروب الآداب، طبع بسبعة أجزاء بالمطبعة الحميدية المصرية 1324ه. (4) «محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء»: هو معلمة أدبية لأبي القاسم الحسين بن محمد المعروف بالراغب الأصفهاني، طبع عدة طبعات في عدة مطابع. (5) «سلس الغانيات في ذوات الطرفين من الكلمات»: كتاب لغوي في الأسماء التي تقرأ طردا وعكسا مثل: قلق، وسدس، وخوخ، لخير الدين أبي البركات نعمان بن محمود الآلوسي، طبع بالمطبعة الأدبية ببيروت 1319ه. (6) «الإفصاح في فقه اللغة»: هو «كتاب المخصص لابن سيده» هذبه وبوبه الأستاذان عبد الفتاح الصعيدي وحسين يوسف موسى، طبع بمطبعة دار الكتب المصرية سنة 1348ه. (7) «المجلة السلفية»: فيها بحث طلي متسلسل عن الألعاب العربية، للمحقق المرحوم أحمد تيمور باشا. (8) «ألف باء»: لأبي الحجاج البلوي ... هو كتاب في أنواع الآداب وفنون المحاضرات، واللغة بناه على قصيدة تشتمل على ثمانية وعشرين بيتا مرتبة على حروف المعجم متضمنة جملة من غريب اللغة، ثم شرحها كلمة كلمة مع مقلوب ألفاظها ومعكوسها، ألفه لابنه عبد الرحيم في جزئين، طبع بالمطبعة الوهبية 1287ه. (9) «الزواجر في النهى عن [اقتراف] الكبائر»: هو كتاب مواعظ لأبي العباس شهاب الدين أحمد بن محمد بن حجر الهيثمي، جزء 2، بولاق 1284ه. (2) مصادر الألعاب الشعبية
صفحة غير معروفة
اعتمدنا على من كان يمارسها من بعض شيوخ بغداد، وبعض من يزاولها اليوم من الفتيان والأحداث.
الألعاب الرياضية
(1) يا ربع (عرعار)
يا ربع ... يا ربع ... عرعار عرعار.
إذا خرج الفتى من بيته، ولم يجد أحدا يلاعبه، رفع عقيرته
1
فقال: «يا ربع ... يا ربع ... وين الربع؟»
فإذا سمعوا صوته خرجوا ولعبوا معه.
وفتيان الأعراب كانوا يفعلون هذه الفعلة غير أنهم ينادون: «عرعار ... عرعار.» (2) إرم إلترمي (القرعة)
ينتخب الأستاذان اللذان يترأسان الفرقتين قبل الشروع باللعب فتى يتقدمهما على بضع خطوات، بحيث لا يسمع الهمس من الأتباع الذين تجمهروا خلفه على مقربة من الأستاذين.
صفحة غير معروفة
ويرفع الفتى ذراعيه إلى العلاء قابضا كفه اليمنى باسطا اليسرى، كما في الرسم.
فيهمس الأستاذان في أذن بعضهما ويتفقان على رأي، فإذا طلب أحدهما اليد المقبوضة مثلا، فتكون اليد المبسوطة من حق الثاني، والعكس بالعكس.
وقد يستغنيان عن الهمس لبعضهما ويكتفيان بإجراء عملية هي أضمن لكتمان السر، وهي أن يمد أحد الأستاذين يديه وقد قبض إحداهما وبسط الأخرى، فيمسك الأستاذ الثاني بإحدى تلك اليدين ليختص بها.
وبعد أن ينتهيا من ذلك يصرخ أحدهما قائلا: إرم إلترمي.
ومعنى ذلك: ارم التي تريد أن ترمي، فيخفض إلى جانبه إحدى يديه المرفوعتين ويكون البت في الحكم.
فلو كنت أستاذا وطلبت اليد المقبوضة ثم انخفضت فتكون قد خسرت الصفقة.
وهذه الطريقة هي أولى طرق الاقتراع، وتسمى بالتسييف إشارة إلى أن اليد المرفوعة المبسوطة هي تشبه السيف إذا أشهر. (3) طرة لو كتبة (خط مناشير)
وهي أن يبرز أحدهما نقدا فيقذف به في الهواء، فيعلو متقلبا ثم يعود فيهبط فيسقط أرضا.
وفي حالة تعالي النقد في الهواء وتقلبه يطلب أحد وجهي النقد.
فيقول الأول: «كتبة لو طرة؟» أي: أي الوجهين تريد، هل الطرة «وهي الطغرى» أو «الكتبة وهي الكتابة»؟ فيقول الثاني: «الطرة» مثلا، ويتصفحان النقد بعد سقوطه فإن وجد الطرة فالثاني غلب اللعب وإلا فالخسارة من نصيبه.
صفحة غير معروفة
وقد يقوم «القحف» مقام النقد إن لم يكن في حوزة اللاعبين نقد ما.
فيتناول القحف أحدهما ويبل أحد وجهيه ثم يقذف به في الهواء كما جاء وصفه سابقا، وحكمه أن يعتبر الوجه المبلول «كتبة»، والوجه اليابس «طرة» وهذه هي الطريقة الأصلية في الاقتراع. (4) تك مناجفت (خسا زكا)
وقد تستعملها الأحداث في الاقتراع، وسوف نأتي على ذكرها بصورة مسهبة في غير محل من هذا الكتاب. (5) ركيبه لو نزيله (1)
إن هذه اللعبة خاصة بالأحداث والصبيان تدربهم على القفز والاعتلاء، ثم تجر بهم إلى امتطاء ظهور الصوافن وهي تلقى في روعهم الصبر والأناة الطويلة مما لا يخفى أثرهما فيهم، عندما يبلغون سن الرشد، ثم هي تدربهم على تحمل الأثقال من الصغر. (2)
اللعب: ينقسم اللاعبون إلى فرعين، وبعد أن تجرى القرعة بينهما يعتلي الفريق الرابح ظهور الفريق الخاسر. (3)
كيفية الاعتلاء: يسند الخاسرون مؤخرتهم إلى الجدار ويأخذون هيئة الراكع، أي: يمسك كل منهم ساقي نفسه بقبضة ذراعيه الممتدتين، وهو بهذه الهيئة المتصنعة لا يختلف عن هيئة الجواد الطبيعية.
ويمتطيهم الآخرون - كما ترى في الرسم ذلك - وهم يشكلون صفا متقارب الفرجات، وينتظرون المارة وهم على صهوات جيادهم المصطنعة حتى يبادر أحدهم فيسأل قائلا: «ركيبة لو نزيله.»
2
فيتروى المسئول مليا ويلاحظ التعب في الفريقين ثم يصدر حكمه القطعي، فإن حكم لهم بالركوب فهم يستديمون ذلك، وإن حكم بالنزول يتبدل الدور، ويتمتع الفريق الخاسر بالركوب.
ويشترط في السؤال أن لا يسألوا امرأة أو طفلا، علهم يلاحظون في ذلك أن المرأة رقيقة القلب سرعان ما يلين جنانها، والطفل لا يستطيع أن يبت في قراره. (6) هيجي گولي والعبي
صفحة غير معروفة
تقف - عادة - فتاتان وجها لوجه على قيد خطوتين وتغنيان سوية وبنغمة جميلة النشيد التالي، وهما تبديان إشارات خاصة تارة إلى الرأس وطورا إلى المعصم: «حدگدگه ماصوله والشيخ دگت اطبوله.» «منا فشخني عمي» (وتشيران إلى صدغيهما الأيمن) «منا سايح دمي» (وتشيران إلى صدغيهما الأيسر) «منا خصور السلطان» (وتمسك كل منهما بمعصمها الأيمن) «منا خصور المرجان» (وتمسك كل منهما بمعصمها الأيسر)، ولما تنتهيان من ذلك تتخصران، وتتقدمان إلى الأمام بحركات شبيهة بالرقص، وهما تقولان:
هيجي گولي والعبي.
هيجي گولي والعبي. (7) صندوقنا العالي (الجعرى) (1)
إن هذه اللعبة التي تزاولها فتيات بغداد اليوم كانت تلعب قديما، وكان يسميها العرب «الجعرى».
3
وقد لا تنحصر في الفتيات فتتعداهن إلى الصبيان الصغار. (2)
اللاعبات: ثلاث، اثنتان منهن يحملن فتاة جميلة صغيرة عزيزة عليهن.
وإما أن يجري الدور مجراه في أحد أساليب الاقتراع. (3) (أ) اللعب: تتقابل الفتاتان وجها لوجه وقد صنعتا من أيديهما مقعدا مريحا. (ب) وكيفية ذلك: هو أن تقبض كل منهما بقبضة يدها اليمنى يدها اليسرى من فوق الرسغ، وتشد على ذلك بقوة، ثم تمسك الأولى بكف ذراعها الأيسر يد رفيقتها اليمنى من فوق الرسغ أيضا ، وهكذا تعمل الأخرى نفس عملها فيهيئان بعد ذلك من أيديهما الأربع مقعدا مريحا يعوزه الفرش الوثير.
فيتدانيان إلى الأسفل، فتقعد تلك العزيزة على المقعد الذي أعد لها، وتضع كلتا يديها على أكتافهما.
ثم يسرن بها وهن يهتفن بهذا النشيد:
صفحة غير معروفة
صندوقنا العالي
فدوه لابن خالي
صياغ خلخالي
أمشي واگول دش أو دش
ولما يصلن إلى كلمة: «دش أو دش» يضربن بأرجلهن على الأرض، ويدبكن ويهززن الفتاة التي اتخذت من أيدي صاحبتيها مقعدا ومتكأ، فتقفزان بها إلى الأعلى وتهبطان بها إلى الأسفل، يهزجن نشيد: «صندوقنا العالي»، وما زلن في طرب وفرح حتى يئول الدور إليهن. (8) توكي
4 (الحجل) (1)
تعود اللاعبين على رياضة المشي برجل واحدة، وإصابة الأهداف عند الرمي عليها من مسافة قريبة. (2)
اللاعبون: إما اثنان أو «أستاذان» وما يجرانه من الأتباع. (3)
أرض اللعب: تخطط على هيئة مستطيل ويقسم هذا المستطيل إلى ستة أقسام كل قسم يسمى «بيتا» كما هو في الرسم. (4)
اللعب: تجري القرعة بين الفريقين، ويبدأ الفائز بقذف «قحف» في البيت الأول، ويدخل إليه على رجل واحدة حجلا فيصدم القحف برجله الواحدة ويدفعه إلى الخارج، ثم يقذف القحف للمرة الثانية في البيت الثاني وفي الثالث حتى يبلغ البيت الرابع، حيث يحق له أن يستريح، أي: ينزل رجله المرفوعة، وبعد إخراج القحف من البيت الرابع يقذفه في الخامس، فالسادس، وهو البيت الأخير.
صفحة غير معروفة
وبعد ذلك يقذفه بقوة إلى خارج المستطيل، ويصطلح على خارجه بلفظة «الچولة» العامية ويقصدون بها الصحراء.
ويخرج القحف من البيوت الستة واحدا فواحدا، فيصبح هو الناجح «ويضمن» بيتا من بيوت المستطيل جزاء تعبه، فيحق له آنذاك الاستراحة فيه بينما لا يحق لغريمه أن يدخله، أو يقع قحفه فيه ولو على سبيل الصدفة مما يعاني غريمه المشاق للتغلب على هذه الصعوبات، وإذا فاز في المرة الثانية فهو يضمن بيتا آخر، وهكذا.
وقد اشترط في هذه اللعبة أنه إذا وقف القحف على أحد خطوط المستطيل، أو خرج حين محاولة إخراجه من جهة منحرفة فاللاعب يخسر دوره. (9) ثلاث طفرات
للطفر ضروب مختلفة، فالبعض منهم يطفر من عل إلى أسفل، والبعض الآخر من الأرض إلى دكة عالية وما شابهها، على أرجلهم أو حاجلين، والبعض الآخر يمارس لعبة «ثلاث طفرات» التي نحن بصددها.
أما لعبة ثلاث الطفرات هذه فهي أن يتزايد فريق من اللاعبين على طول المسافة التي يقطعونها وثبا.
أما كيفية الوثب فإليكها: يخط اللاعبون خطا بالفحم أو التباشير، ويتراصفون في جهة واحدة منه، فيعدو أحدهم من بعيد وما إن يقترب من الخط حتى يطأه بخفة غريبة، ثم يثب ثلاث وثبات متعاقبة إلى الأمام بما استطاع من رشاقة وقوة.
فيؤشر الحكم المحل الذي انتهى إليه.
ثم يثب الثاني من بعده، فالثالث، وهكذا حتى يفرغ الجميع.
ومن بلغ أطول مسافة «بطفراته الثلاث» فهو الحائز قصب السبق.
ومثل هذه اللعبة لعبة «سبع طفرات»، ولا تخالفها في شيء سوى أن وثبات اللعبة الأولى ثلاث والثانية سبع.
صفحة غير معروفة
ملاحظة:
إن هذه الألعاب كتمهيد للعبتي «طفيرك يا گمر» «وسنبيلة السنبيلة» الآتيتين. (10) طفيرك يا گمر
5 (النفاز) (1)
فائدة اللعبة: تعود اللاعبين السرعة في القفز، وتدربهم بصورة تدريجية على ذلك. (2)
اللاعبون: أستاذان وعدة أتباع لكل منهما. (3)
اللعب: يجرى التسييف فيقعد على الأرض فتيان اثنان من الخاسري القرعة تجاه بعضهما ويفتحان أرجلهما، بحيث يكونان منها شكلا «معينيا» يقفل طرفاه بملاقاة الأقدام ببعضها ويطفر الفائزون واحدا بعد واحد، ثلاث مرات، يتقدمهم في الطفر أستاذهم.
ثم يلم الجالسان أرجلهما ويلصقان أخماص أقدامهما ببعضها، فيطفر الأستاذ على رجل واحدة ثلاث مرات ذهابا وإيابا، ويقتفي أثره الأتباع.
ومن بعدها يضع كل من الجالسين قدمه اليمنى على قدم رفيقه اليسرى، فيكرر الأستاذ والأتباع طفرهم.
ثم يضع الجالسان كفيهما مجموعتين فوق أقدامهما، فيطفر الأستاذ وأتباعه ثلاث مرات على رجل واحدة أيضا.
ثم يفتح الجالسان أشبارهما ويركبان كل كف على الأخرى فيطفرها الأستاذ وأتباعه.
صفحة غير معروفة
ثم يقفان ويمدان بينهما حزاما لا يرفع عن موضع الحزام فيطفره الأستاذ وأتباعه.
وتكون هذه الهيئة هي الأخيرة والأكثر ارتفاعا.
أما إذا مست أرجل الطافرين أرجل الخاسرين في أي دور من هذه الأدوار «ومعنى ذلك أنهم قصروا في الطفر»، فيخسرون إذ ذاك الصفقة. (11) سنبيلة السنبيلة (الدباخ) (1)
فوائدها: إن هذه اللعبة من الألعاب الرياضية المهمة التي تعود ممارسيها على القفز عاليا، وتقوي فيهم ملكة الانتباه والحذر، وتجعل ألسنتهم طليقة لا يعتورها التلعثم أو التلكؤ، وهي عربية الاسم مأخوذة من
6
سنبل الرجل ثوبه إذا جره من خلفه أو أمامه، وإن العرب قد مارسوها في غابر أيامهم، وسموها بغير هذا الاسم فهي تسمى عندهم «الدباخ أو الدماخ».
7 (2)
اللاعبون: كثيرون يترأسهم أرشد الأولاد أو أصعبهم مراسا وهو الذي يتولى إدارة اللعب. (3)
اللعب: تجرى القرعة أو التسييف بين اللاعبين، يقترع لاعبان ويتنحى الفائز منهما بعيدا، فيتقدم لاعب آخر، ويقترع مع الخاسر وهكذا تدور القرعة بين كل خاسر ومقترع حديث إلى أن يظل الأخير، فعليه حينئذ تدور دائرة اللعب، فينحني الخاسر في رحب الطريق وكأنه يركع ماسكا ركبته في يديه، ومسندا رأسه إلى صدره كجواد لا عنق له ويسمونه «بالنايم»، فيطفر من فوقه اللاعبون الذين ربحوا الصفقة بخفة ورشاقة.
وله الحق أن يشترط قبل البدء باللعب على القافزين أحد ثلاثة أمور: (أ)
صفحة غير معروفة
الدلك.
8 (ب)
أو الغلطة. (ج)
أو الطاقية.
فإذا اشترط على اللاعبين الأمر الأول «الدلك»، فيجب أن يطفر اللاعبون من فوقه واحدا فواحدا دون أم تمس أرجلهم وأفخاذهم شيئا من جسده، وما على القافز إلا أن يضع راحتي يديه على ظهر «النايم»، ثم يفتح رجليه إلى الجانبين، ويتحول إلى الناحية الأخرى، فإذا ما لامست رجل الطافر رأس «النايم» أو كفله أو ظهره أو سقط أرضا، فحينئذ يأخذ دور الخاسر الأول، وينتظم الخاسر في سلك القافزين.
ولئن طلب الأمر الثاني «الغلطة»، فيجب أن يهمس القافز في أذن النائم كلمة واحدة من كلام خاص لا يسمعه غيره، أما إذا سقط أو لامست رجلاه شيئا من جسد النائم فلا لوم عليه.
والكلام الذي يقال:
سنبيلة السنبيله
على النبي صلينا
صلينا ما بتينا
صفحة غير معروفة
بتينا الحلواني
حلواني الچكچكاني
چكچكان البقرة
أمها وأبوها التقره
البقرة بالزويه
وعروق قلب النايم مستويه
دجاجة وافروخها
واتلوخى والوخها
أبو الزعر فوق التل
بيده عوده أو يتفتل
صفحة غير معروفة
وعندما يغلط القافز في الإعادة فهو الذي يخسر الصفقة وتدور الدائرة عليه.
وأما إذا طلب الأمر الثالث، فتوضع إحدى الطاقيات على ظهره وتثقل بحجارة؛ لئلا يلعب الهواء بها أو يسقطها اضطراب النائم عمدا.
فيقفز اللاعبون إلى الناحية الثانية على أن لا تسقط الطاقية عن ظهر النائم.
وتتطلب هذه الحالة أن يكون الطفر عاليا. (12) الختيبة (الغميضة، الغميضاء) (1)
كان يلعبها صبيان الأعراب قديما، وتسمى عندهم «العياف» و«الطريدة» و«الغميضاء»
9
أيضا.
واعتادت فتيات العراق أن يلعبنها، ولا بأس إذا زاولها الفتيان. (2)
اللاعبات: الأم: وهو اللقب الذي يطلقنه على الرئيسة، وينضم إليها من التابعات من تخسر القرعة وتدور عليها دائرة اللعب، فالتابعات مهما كان عددهن. (3)
كيفية اللعب: تقف «الأم» وتغمض بيديها عين التي وقعت عليها القرعة، فلا تعود بعد ذلك ترى شيئا، فتنتهز اللاعبات هذه الفرصة ويختفين في كمائن مختلفة.
صفحة غير معروفة
وبعد أن تطمئن الأم من اختبائهن تصيح بأعلى صوتها: «حلت» ثم تطلق سراح مغمضة العينين، فتهرول هذه باحثة عن اللاعبات اللواتي أحسن التستر، وأبطلن كل حركة تنبئ عن وجودهن.
فإذا ألقت القبض على إحداهن تعود بها إلى الأم، وعلى المقبوض عليها أن لا تعصي لها أمرا، وعليه تدور دائرة اللعب عليها، فهي التي تغمض عيناها، وهي التي تتحرى الكمين هنا وهناك.
وإن صاحت الأم قائلة: «حلت» من قبل أن تمسك الباحثة أحدا حينذاك تتقاطر إليها اللاعبات والفرح يملأ صدورهن، مغتبطات بمقدرتهن الفائقة التي أبرزنها في الختل. (13) تسعة والبيضة (التدبيح) (1)
لقد كان العرب يمارسون هذه اللعبة بكثرة ويسمونها «التدبيح»،
10
وهي تعود الصغار على طلاقة اللسان والعد بدون تلعثم، وتدربهم على الخفة في القفز، وحفظ الموازنة في الركوب، فتكون لهم كدروس ابتدائية في الفروسية يتلقونها منذ الصغر. (2)
اللاعبون: أستاذان وفريقان من الأتباع. (3)
اللعب: يقف الأستاذ الذي خسر القرعة مسندا ظهره إلى الجدار، ويتقدم أحد أتباعه الخاسرين فيضع رأسه على بطن الأستاذ ممسكا إياه من حزامه بثبات وقوة، بينما يكون قد قوس ظهره وأصبح كحصان أعد للوثوب عليه، ويتقدم تابع آخر فيتخذ هيئة التابع الأول إلا أنه يسند برأسه إلى فخذ التابع إما من الناحية اليمنى أو اليسرى، ويأخذ الثالث نفس هذه الهيئة، وهكذا الرابع والخامس إلى آخر الأتباع الذين لا تتجاوز عدتهم الخمسة أو الأربعة غالبا.
وبعد أن يتشكل من مجموع الأتباع الخاسرين حصانا واحدا طويل الشقة عنقه عند بطن الأستاذ الخاسر وكفله إلى الخارج، أو جسرا ممدودا، كما هو ظاهر في الرسم، يجيء دور القفز.
يتحفز الأستاذ الرابح القرعة فيتراجع إلى الوراء، ثم يهرول بسرعة وبخفة، فمتى وصل إلى الحصان الطويل ضرب بيديه على الكفل، وانشمر بكل ما أودع من قوة، «وجهده في هذه القفزة أن يصل إلى عنق الحصان»؛ ليتيح المكان الفسيح لبقية الأتباع الذين يوالون القفز من بعده.
صفحة غير معروفة
وهناك يجيء دور العد، فيعد الأستاذ بعد أن يقفز: واحد، اثنين، ثلاثة، أربعة، خمسة، ستة، سبعة، ثمانية، تسعة، والبيضة، والبيضة ثم يسكت.
يجري كل ذلك بطلاقة لسان وبدون تلعثم أو غلط، فلئن توقف أو غلط أو سقط إلى الأرض عند الطفر، فيكون الخسران من نصيبه ونصيب أتباعه، وتدور عليهم دائرة اللعب.
هنا يعقبه التابع الأول فيفعل فعلته، فالثاني، فالثالث ... إلى بقية الأتباع.
وكل قافز منهم يردد العدد من واحد إلى التسعة كما أوضحنا سابقا.
ويحتمل في هذه اللعبة أن يركب أزيد من واحد من الغالبين على ظهر واحد من الخاسرين، فينبغي أن يثبت لهذا الحمل الثقيل، وإلا فإن ساخت قوائمه أو «فطس» إلى الأرض، فينزل الغالبون عن الحصان، ويعيدون الركوب كرة ثانية. (14) أزعيركن (طار اللكلك) (1)
من فوائد هذه اللعبة أنها من الناحية الواحدة تشحذ القريحة وتساعد على الحفظ والتذكر، ومن الناحية الأخرى بمثابة درس من دروس الأشياء لما يجيء فيها من مئات الطير وعميم الهوام والدواب. (2)
اللاعبون: رئيس وأتباع. (3)
اللعب: يأخذ اللاعبون مقاعدهم على هيئة دائرة ووجها لوجه، ويجلس الرئيس في وسطهم وهو عادة من أغزرهم حفظا، وأكثرهم معرفة، فيدير دفة اللعب.
يدور الرئيس بسبابته في الأرض والأتباع قد وضعوا أيديهم أرضا.
ويبدأ الرئيس فيقول: «طار طار طار ...» وعلى حين غرة يذكر اسم حيوان أو جماد، فيقول مثلا: «طار اللقلق.»
صفحة غير معروفة
فعلى الأتباع أن يقولوا بصوت واحد:
طرنا وياه.
طار الفهد!
ما طرنا وياه.
وعليهم هنا أن لا يرفعوا أصابعهم عن الأرض، ولئن فعلوا أو هموا فيعدون كأنما نطقوا بأفواههم.
ويستطرد الأستاذ في ذكر الحيوانات أو غيرها، وهو يجتهد في أن يذكر أسماء غريبة قد لا تقع تحت علمهم أو لا تمر ببالهم ... وهكذا يحاول أن يقف منهم على مبلغ ذكائهم وغزارة علمهم وسرعتهم في الجواب.
أما المخالف الذي يرفع بسبابته إلى العلاء عند ذكر الجمل أو السبع أو الحجر مثلا، ولا يرفعها عند ذكر الديك والطاوس وغيرهما، فينهالون عليه ضربا بالأكف إرئيس بالكف. (15) ملعون طشر خرزي «سفد اللقاح» (1)
للعرب لعبة قريبة الشبه من هذه اللعبة تسمى «سفد اللقاح»،
11
ولعل اللعبة هذه كانت هي لعبة سفد اللقاح نفسها فطرأ عليها بعض التحوير والتغيير، وتلعبها اليوم الفتيات. (2)
صفحة غير معروفة
اللاعبون: أم وأب وأولاد لهما. (3)
يتقابض الأم والأب باليدين، ويكون الأولاد أرتالا، أي: ينتظمون بعضهم في إثر بعض، كل واحد آخذ بحجزة صاحبه من خلفه ويحتمون وراء الأم، وكل يحاول أن لا ينفك عن هذه السلسة الوثيقة.
ثم يبدأ الأولاد الصغار بالمزاح، فيغربون في الضحك، وتتعالى قهقهاتهم وهم في هذه الآونة محتمون بحمى الأم، ومكتنفون جوارها، فيفور حقد الأب فيود إسكاتهم، غير أنهم لا ينصاعون إليه، فيحاول أن يجرهم إليه فتمنعه الأم من ذلك فيطول النزاع بين الاثنين، ويكثر الجولان فإذا جاءها من اليمين رمت بأبنائها إلى الشمال، وفتحت يديها بوجهه وبالعكس، فإذا خاتلها من اليسار دفعت بأبنائها جهة اليمين، فيغلي حقد الأب ويشتد في نضاله وهو ينشد الهزيج التالي:
ملعون طشر خرزي.
فتجيبه الأم على الفور:
إشحده يأكل ولدي.
ثم يقول:
أنا الأب آكلهم.
فتجيب الأم:
أنا الأم أحميهم.
صفحة غير معروفة
وما زال هذا يتحين الفرص وتلك تحبط مساعيه حتى تصل يده إلى أحد الأولاد، فينفك هذا من حلقة الأم ويكون وراءه، وطوع إرادته، وهكذا كلما مس ولدا أخذ مكانه وراء الولد الذي قبله حتى يتعادل عدد الأولاد عند الأب والأم، ومتى تقابل الفريقان صاروا يتزاحمون ويتدافعون، والغالب هنا من زحم ومن دفع.
وإذا كانت الأم قوية البنية شديدة الحرص على أولادها، كثيرة الحذر عليهم، فمن الصعب على الأب أن يمس أحد الأولاد الملتجئين إليها.
أما إذا كانت ضعيفة خائرة القوى، فربما نزع كل أولادها بجولة واحدة أو جولتين. (16) پاس پاس پسيرون (1)
إن هذه اللعبة من الألعاب الحديثة إلا أنها قريبة الشبه بلعبة «ملعون طشر خرزي»، وتلعبها الفتيات أيضا. (2)
اللاعبات: فتاتان تطلقان على كل منهما «أما»، وأتباع لهما كثيرات. (3)
اللعب: تتقابل الأمان وتمسك كل منهما بيد صاحبتها، ثم تتفقان على اسم تنتحله كل منهما، ويجري ذلك بالهمس بحيث لا تعرفه الفتيات الأخر.
فإحداهن تأخذ لنفسها لقب «فضة» مثلا، والثانية «ذهب» أو اللؤلؤ والمرجان، أو الحديد والفحم، إلى غير ذلك من الأسماء سواء أكانت غالية أم رخيصة.
فتمر الفتيات من تحت أيديهما المشتبكة الواحدة في إثر الواحدة، ويشترط أن تغنيا - بنغمة خاصة عند مرور البنت - ما يلي:
پاس پاس پسيرون
لما يجي أسيرون.
صفحة غير معروفة