230

البواكير

الناشر

دار المنارة للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

مكان النشر

جدة - المملكة العربية السعودية

تصانيف

نريد خصومة موضوعية لا شخصية نشرت سنة ١٩٣٢ (١) أعني بالخصومة الموضوعية: الخصومة في الرأي والمذهب، وأن تكره مِن خصمك رأيه أو تحارب هذا الرأي. وأعني بالخصومة الشخصية: أن يمتد هذا الكره من رأي خصمك الذي تراه أنت مخطئًا أو باطلًا إلى شخص هذا الخصم، فتعاديه وتبغضه. فنحن نريد أن تكون خصوماتنا الدينية أو السياسية أو العلمية خصومات موضوعية، الخلاف فيها على موضوع من الموضوعات: سواء أكان ذلك الموضوع مذهبًا في السياسة أم اجتهادًا في الدين أم رأيًا في العلم، نتجادل فيه ونتخاصم، فإذا التقينا مع صاحب هذا المذهب الذي نحاربه أو الاجتهاد الذي نخالفه أو الرأي الذي ندفعه لم يكن بيننا عداوة ولا بغض، لأننا لا نحارب شخصًا وإنما نحارب رأيًا. هذه مسألة مفروغ منها، قد يكون من الخطأ أن ندوّنها في مقالة وننشرها في الناس لولا أن الناس عندنا لا يريدون أن يفهموها ولا أن يعملوا بها، على الرغم من صحتها ووضوحها. فنحن لا نفرق بين الرأي وصاحب الرأي، ونحن لم نتعلم بعدُ

(١) في «ألف باء» بتاريخ ١٨/ ٨/١٩٣٢ (١٥ ربيع الثاني ١٣٥١).

1 / 233