فصرخنا فيه نلعنه ونقسم أننا لن نتركه حتى يرينا بيت المرأة. فعاد يقهقه ويتهمنا بالعبط وإنا مهابيل. وعدنا نقسم أننا لن ندعه يخدعنا ويحتفظ لنفسه بالمرأة من دوننا. وأمرناه أن يواصل المسير. ورفض أن يسير. فجررناه. فرفع ساقه ورفص واحدا منا في بطنه وهاج فينا. وانفجرنا وجمعنا كل ما فينا من غيظ وانقضضنا عليه وأوقعناه، واندفعنا نكيل له الصفعات واللكمات، وراح يضرب بالروسية وينطحنا ويدفعنا بسيقانه، وتكاثرنا عليه حتى ربطنا ساقيه معا بقميص، وجرى واحد إلى الخليج، وأحضر ملء يديه طينا وطلى به وجه محمد، وملأ فمه وبصق عليه. وحاول محمد أن يصرخ فكتمنا أنفاسه وسكت، وخفنا أن يموت، فرخرخنا أيدينا وتنفس، وقال واحد: نجره إلى الغيط ونكويه بالنار.
فقلنا كلنا: نكويه.
وجررناه إلى الغيط، وبحثنا عن كبريت ولم نجد، فقلنا: نصنع شرارة بزناد من الزلط.
وبحثنا عن الزلط، وعثرنا عليه فوق السكة الحديد، وقلنا: يلزمنا مسمار أو حديدة.
وهمنا نبحث عن حديدة ولم نجد إلا صفيحة. وبرك واحد على صدره، وأجرى الصفيحة على ساقه، وقال: ح تقول على بيت المرة فين ولا نموتك؟
ولم يعترف، فأخذنا ننشب أظافرنا في جسده ونقرضه ونعضه، ونطلب منه أن يدلنا على البيت.
وأدركنا آخر الأمر أن لا فائدة، وأنه كذاب.
فجننا أكثر، وانهلنا عليه ضربا من جديد، وحز ماسك الصفيحة في ساقه وقال له: طب قول أنا مرة.
ولعن محمد آباءنا جميعا ورفسنا.
وقال واحد: لا ينفع إلا الكي.
صفحة غير معروفة