117

العقيدة في الله

الناشر

دار النفائس للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الثانية عشر

سنة النشر

١٤١٩ هـ - ١٩٩٩ م

مكان النشر

الأردن

تصانيف

٧- لله سبحانه ساق يجب علينا أن نصدق بذلك ولا نكذّبه، لأنّه - سبحانه - قد أخبرنا بذلك، قال تعالى: (يوم يكشف عن ساقٍ ويدعون إلى السُّجود فلا يستطيعون) [القلم: ٤٢] وقد ورد في الصحيحين ما يفسر هذه الآية ويوضحها، فعن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: (يكشف ربنا عن ساقه، فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة، ويبقى من كان يسجد في الدنيا رئاء وسمعة، فيذهب ليسجد، فيعود ظهرُهُ طبقًا واحدًا) . (١) وينبغي أن ننبه هنا إلى أن إثبات الساق لله كإثبات اليد والسمع والبصر وغيرها من الصفات، وما ورد عن ابن عباس أنه فسر كشف الساق بمعنى شدة الأمر معارض بما ثبت عن ابن مسعود أن ربنا يكشف عن ساقه. (٢) وما أحسن ما قاله الشوكاني حيث قال: " قد أغنانا الله سبحانه في تفسير هذه الآية بما صح عن رسول الله، وذلك لا يستلزم تجسيمًا ولا تشبيهًا، فليس كمثله شيء ". (٣) وقد أورد ابن جرير الطبري وابن كثير تفسير ابن عباس كما أوردا روايات الحديث المفسر للنص القرآني، ولم يؤولا الحديث بحمله على غير ظاهره مما يدل على أنه لا تعارض عندهما بين الحديث وكلام ابن عباس، فإن الأمر شديد في يوم القيامة، ولا ينافي هذا أن يكشف عن ساقه.

(١) رواه البخاري في صحيحه: ٨/٦٦٤، ورقمه: ٤٤١٩، ورواه مسلم: ١/١٦٧، ورقمه: ١٨٣، واللفظ للبخاري. (٢) فتح القدير للشوكاني: ٥/٣١٩. (٣) المصدر السابق: ٥/٣٢٠.

1 / 183