أعلام السيرة النبوية في القرن الثاني للهجرة
الناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
تصانيف
لنصوص السيرة عند ابن إسحق ومن تلاه من المصنفين، ممّا يجعلني أرجح أن يكون له مكتوبات ولاسيما أن أسرته وبخاصة أبوه هو الذي طلب منه عمر ابن عبد العزيز التدوين للسنة والحديث.
ومِنْ تَتَبُّعِ نصوصه في كتاب ابن إسحق وتهذيبه لابن هشام ومصادر السيرة الأخرى، نجد أنه يسير التوجه العام فتارة يذكر أسانيده، وتارة يرسل الحديث، وتارة يقول ما استوعبه من مصادره التي استقى منها الأخبار دون أن يحيل على أحد.
وقد كان بجانب هؤلاء أعلام كانت لهم مشاركات في السيرة النبوية جمعًا ورواية، والملامح العامة للمنهج عند هؤلاء جميعًا هي:
١- إن جميع رجال هذه الطبقة تابعيون، رووا عن الصحابة وعن كبار التابعين، أي: أن العهد قريب.
٢- إن هؤلاء الرواة تعددت مصادرهم واتسعت نظرًا لاتصالهم بالصحابة وأبناء الصحابة، وكانوا يستقون منهم الأخبار، ولهذا نجد مخارج الروايات متعددة.
٣- هؤلاء الرجال كلهم مدنيون، والمدينة كانت مهبط الوحي، ومنطلق الغزو وميدان السيرة، ومعرفتهم بأهل المدينة وأسرها كبيرة - وهم منهم - تعطي الدقة والاطلاع.
٤- لم يصلنا كتاب مدوّن لنعرف بدقة كيفية جمعهم منهجًا ومضمونًا.
٥- نلاحظ من خلال النصوص الواردة عن هؤلاء أنهم أحيانًا يذكرون الأسانيد، وأحيانًا يتجاوزونها، وذلك نظرًا لشيوع هذه الأخبار وكثرة الناقلين لها -والله أعلم-.
1 / 13