أعلام السيرة النبوية في القرن الثاني للهجرة
الناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
تصانيف
كقصة.
ويمكنني أن أقول هنا إنه وأقرانه بعمله هذا- أي بإسقاط الإسناد وسياق الأخبار دون إسنادها للرواة- قد مهدوا الطريق لتلميذهم محمد بن إسحق ومن بعده كأبي معشر، والواقدي أن يتجاوزوا الإسناد في كثير من أحداث السيرة وأخبارها، ولا أحتاج إلى التمثيل وذكر الصفحات؛ لأن ذلك كثير، ولكن هذه النصوص الكثيرة الواردة تدعونا إلى التساؤل، هل جمع الزهري مصنفًا في السيرة أو كتابًا فيها؟
لقد طلب عمر بن عبد العزيز من الزهري وأضرابه أن يجمعوا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلمفهل شملت مكتوبات الزهري شيئًا من فصول السيرة أو الغزوات؟
لقد ذكر السهيلي في "الروض الأنف" (١) قوله: (وقع في سير الزهري أن بحيرى كان حبرًا من يهود تيماء ...) ويقول في خبر نكاح النبي صلى الله عليه وسلممن خديجة (٢): (وذكر الزهري في سيره، وهي أول سيرة ألفت في الإسلام ...) .
ومن هذين النصين يتبين أن سير الزهري لم يقتصر على المغازي، بل ذكر فيه الفترة المكية التي تشمل حياة النبي صلى الله عليه وسلمقبل البعثة.
وكنموذج من المغازي يقول في غزوة بدر؛ عند قوله (٣): لقد ارتقيت مرتقى صعبًا يارُوَيْعي الغنم، يعارض وما وقع في سير ابن شهاب، ومغازي ابن عقبة، أن ابن مسعود وجده جالسًا لا يتحرك.
_________
(١) انظر ١/٢٠٥.
(٢) انظر ١/٢١٤.
(٣) انظر ١/٤٩.
1 / 9