عالم الجن والشياطين
الناشر
مكتبة الفلاح
رقم الإصدار
الرابعة
سنة النشر
١٤٠٤ هـ - ١٩٨٤ م
مكان النشر
الكويت
تصانيف
في تفسير هذه الآية: " ثم لآتينهم من الجهات الأربع التي يأتي منها العدو في الغالب، وهذا مثل لوسوسته إليهم، وتسويله لهم ما أمكنه وقدر عليه كقوله: (واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك) [الإسراء: ٦٤] (١) .
تحذير الرحمن من الشياطين:
وقد أطال القرآن في تحذيرنا من الشيطان لعظم فتنته، ومهارته في الإضلال، ودأبه وحرصه على ذلك: (يا بني آدم لا يفتننَّكم الشَّيطان) [الأعراف: ٢٧] .
وقال: (إنَّ الشَّيطان لكم عدٌّ فاتَّخذوه عدوًّا) [فاطر: ٦]، وقال: (ومن يتَّخذ الشَّيطان وليًّا من دون الله فقد خسر خسرانًا مُّبينًا) [النساء: ١١٩] . وعداوة الشيطان لا تحول ولا تزول؛ لأنه يرى أن طرده ولعنه وإخراجه من الجنة كان بسبب أبينا آدم، فلا بدّ أن ينتقم من آدم وذريته من بعده: (قال أَرَأَيْتَكَ هذا الَّذي كرَّمت عَلَيَّ لئِن أخَّرتن إلى يوم القيامة لأَحْتَنِكَنَّ ذريَّته إلاَّ قليلًا) [الإسراء: ٦٢] .
وأرباب السلوك اعتنوا بذكر النفس وعيوبها وآفاتها، ولكنهم قصّروا في التعرف على عدوهم اللدود.
_________
(١) تفسير الكشاف: ٢/٧١.
1 / 54