عالم الجن والشياطين

عمر سليمان الأشقر ت. 1433 هجري
27

عالم الجن والشياطين

الناشر

مكتبة الفلاح

رقم الإصدار

الرابعة

سنة النشر

١٤٠٤ هـ - ١٩٨٤ م

مكان النشر

الكويت

تصانيف

على عهد ملك سليمان، وبرأ سليمان من السحر والكفر: (واتَّبعوا ما تتلوا الشَّياطين على مُلكِ سليمان وما كفر سليمان ولكنَّ الشَّياطين كفروا) [البقرة: ١٠٢] . رابعًا: عجزهم عن الإتيان بالمعجزات: لا تستطيع الجن الإتيان بمثل المعجزات التي جاءت بها الرسل تدليلًا على صدق ما جاءت به. فعندما زعم بعض الكفرة أن القرآن من صنع الشياطين قال تعالى: (وما تنزَّلت به الشَّياطين - وما ينبغي لهم وما يستطيعون - إنَّهم عن السَّمع لمعزولون) [الشعراء: ٢١٠-٢١٢] . وتحدى الله بالقرآن الإنس والجن: (قل لئِن اجتمعت الإنس والجنُّ على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيرًا) [الإسراء: ٨٨] . خامسًا: لا يتمثلون بالرسول ﷺ في الرؤيا: والشياطين تعجز عن التمثل في صورة الرسول ﷺ في الرؤيا: ففي الحديث الذي يرويه الترمذي عن أبي هريرة عن الرسول ﷺ: (من رآني فإني أنا هو، فإنه ليس للشيطان أن يتمثل بي) (١) . وفي الصحيحين عن أنس قال: قال النبي ﷺ: (من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي) . رواه مسلم من رواية أبي هريرة. وفي صحيح البخاري: (وإن الشيطان لا يتراءَى بي) . وفيه من رواية أبي سعيد: (من رآني فقد رأى الحقّ، فإن الشيطان لا يتكونني) . وفي الصحيحين من رواية أبي هريرة: (ولا يتمثل الشيطان بي) . وفي صحيح مسلم من حديث جابر: (من رآني في المنام فقد رآني، إنه لا ينبغي للشيطان أن يتمثل في صورتي) . وفي رواية أخرى عن جابر: (فإنه لا ينبغي للشيطان أن يتشبه بي) (٢) . والظاهر من الأحاديث أن الشيطان لا يتزيّا بصورة الرسول ﷺ الحقيقية، ولا يمنعه هذا من التمثل في غير صورة الرسول ﷺ والزعم بأنّه رسول الله، وهذا ما فقهه ابن سيرين ﵀، فيما نقله عنه البخاري (٣) . ولذلك فلا يجوز أن يحتج بهذا الحديث على أن كل من رأى الرسول

(١) صحيح سنن الترمذي: ٢/٢٦٠. ورقمه: ١٨٥٩. (٢) انظر أحاديث عدم قدرة الشيطان على التمثل بالرسول ﷺ في البخاري: ١٢/٣٨٣. وأرقامها: ٦٩٩٣-٦٩٩٧. وفي صحيح مسلم: ٤/١٧٧٥. وأرقامها: ٢٢٦٦-٢٢٦٨. (٣) صحيح البخاري: ١٢/٣٨٣.

1 / 37