الآراء الفقهية المعاصرة المحكوم عليها بالشذوذ في العبادات
الناشر
دار التحبير للنشر والتوزيع - الرياض
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م
مكان النشر
السعودية
تصانيف
المطلب السادس: خطر الشذوذ، وموقف المسلم من الشذوذات:
أما خطر الشذوذ: فمما يبينه قول عمر ﵁ لزياد بن حدير: (هل تعرف ما يهدم الإسلام؟ قال: قلت: لا، قال: يهدمه زلة العالم، وجدال المنافق بالكتاب وحكم الأئمة المضلين) (^١)، وقول ابن عباس ﵄: (ويل للأتباع من عثرات العالم، قيل: كيف ذلك؟ قال: يقول العالم شيئًا برأيه ثم يجد من هو أعلم برسول الله ﷺ منه فيترك قوله ذلك ثم يمضي الأتباع) (^٢)، فيؤخذ منهما أن الشذوذ:
فيه من النسبة إلى دين الله ماليس منه، وفيه إرباك للناس وتذبذب، قال ابن القيم: (ومن المعلوم أن المخوف في زلة العالم تقليده فيها) (^٣)، ومايكون في ذلك من تضييع الشريعة، وذهاب هيبة العلماء، وفساد ذمم الناس، وتعريض المفتي نفسه لسخط الله، وولوج الإفتاء من ليس أهلًا له (^٤)، قال الشاطبي: (ولهذا تُستعظم شرعًا زلة العالم، وتصير صغيرته كبيرة، من حيث كانت أقواله وأفعاله جارية في العادة على مجرى
(^١) أخرجه الدارمي (٢٢٠) قال: أخبرنا محمد بن عيينة، أنبأنا علي هو ابن مسهر، عن أبي إسحاق، عن الشَّعبي، عن زياد بن حدير به، قال ابن كثير في مسند الفاروق (٢/ ٤٢٣): (روى الإسماعيلي -أيضًا- من طرق جيدة عن الشَّعبي) فذكره، وقال (٣/ ٧٨): (فهي صحيحة من قول عمر ﵁. (^٢) أخرجه البيهقي في المدخل (٨٣٥)، وابن عبدالبر في جامع في بيان العلم وفضله (١٨٧٧)، من طريق حماد بن زيد عن المثنى بن سعيد، عن أبي العالية عن ابن عباس به. (^٣) إعلام الموقعين (٢/ ١٣٣). (^٤) انظر: الفتوى الشاذة للحسين ص (٣٩ - ٤٠).
1 / 42