الآراء الفقهية المعاصرة المحكوم عليها بالشذوذ في العبادات
الناشر
دار التحبير للنشر والتوزيع - الرياض
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م
مكان النشر
السعودية
تصانيف
المطلب الأول: المراد بالآراء (^١):
الآراء في اللغة: جمع رأي و(الرأي: رأيُ القلب، ويُجمع على الآراء) (^٢)، (يقال: مَا أضلّ آراءهم وما أَضلَّ رأْيهم) (^٣)، و(تقول من رأي القلب: ارتأيت) (^٤)، وأما رؤية البصر فتقول: رأيته بعينيّ رؤية (^٥)، فالكلمة مادتها (تدل على نظر وإبصار بعين أو بصيرة) (^٦).
و(العرب تفرّق بين مصادر فعل الرؤية بحسب محالها فتقول: رأى كذا في النوم رؤيا، ورآه في اليقظة رؤية، ورأى كذا - لما يعلم بالقلب ولا يرى بالعين - رأيًا، ولكنهم خصوه بما يراه القلب بعد فكر وتأمل وطلب لمعرفة وجه الصواب مما تتعارض فيه الأمارات؛ فلا يقال لمن رأى بقلبه أمرًا غائبًا عنه مما يحس به أنه رأيه، ولا يقال أيضًا للأمر
_________
(^١) سيكون الكلام في هذه المقدمات على سبيل الاختصار والإيجاز فقد كُتب فيها مايفي بالمطلوب، ومن أراد التوسع فليرجع إلى: القول الشاذ وأثره في الفتيا للمباركي، الشذوذ في الآراء الفقهية للسديس، إرسال الشواظ على من تتبع الشواذ للشمراني، الفتوى الشاذة لوليد الحسين، مقدمة رسالة الآراء الشاذة في أصول الفقه للنملة، مقدمات الرسائل العلمية الثلاث في الآراء الفقهية المحكوم عليها بالشذوذ، وغيرها مما يتعلق بالمقدمات النظرية، ومقصود هذه الرسالة الأكبر هو الدراسة التطبيقة لبعض الآراء المعاصرة وعرضها على معيار الشذوذ.
(^٢) العين (٨/ ٣٠٦)، وانظر: تهذيب اللغة (١٥/ ٢٢٧).
(^٣) تهذيب اللغة (١٥/ ٢٢٧).
(^٤) العين (٨/ ٣٠٧)، جاء في المغرب في ترتيب المعرب ص (١٧٩): ("والرأي" ما ارتآه الإنسان واعتقده)، وقال الراغب في المفردات ص (٣٧٤): (اعتقاد النّفس أحد النّقيضين عن غلبة الظن). وانظر: تاج العروس (٣٨/ ١٠٩).
(^٥) انظر: المرجع السابق، تهذيب اللغة (١٥/ ٢٢٧)، لسان العرب (١٤/ ٢٩٥).
(^٦) مقاييس اللغة (٢/ ٤٧٢).
1 / 25