الزلاقة معركة من معارك الإسلام الحاسمة في الأندلس
الناشر
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
السنة الثامنة عشرة - العددان التاسع والستون والسبعون - محرم - جمادى الآخرة
تصانيف
علم أمير المسلمين بتقدّم الجيوش الصّليبية، فأمر الجيش الإسلامي بالتّحرّك، إلى مكان مناسب، اختاره مع القادة ليكون موقع المعركة الفاصلة، وهذا المكان موضع سهليّ من عمل بطليوس وأحوازها على مسافة ١٢ كم شمالها الشرقي، في العدوة الشمالية للوادي اليانع، وبينه وبين نهر تاجه، تتخلله الأحراش، ويقع على حدود البرتغال الحاليّة ١، ويسميه المسلمون (الزلاقة) ٢، ويسميه الأوروبيون (ساكر الياس) ٣.
وفي هذا المكان وضع أمير المسلمين ترتيبًا جديدًا للجيش الإسلامي استعدادًا للمعركة الفاصلة، فجعل الفرسان المرابطين وعددهم عشرة آلاف في طَليعة الجيش، بقيادة أبي سليمان داود بن عائشة أشهر قادته الكبار، وذلك ليتلقّوا الصدمة الصليبية الأولى.
وجعل قوات الأندلس تليهم، وكانت تؤلف وحدها جيشًا خاصًّا، منفصلًا عن جيوش المرابطين، يقودها المعتمد بن عباد أمير أشبيلية أشهر ملوك الطّوائف.
كما جعل جيشه في المؤخرة، وعلى مسافة كبيرة من جيش الأندلس، وراء أكمة ليوهم العدو أنّ الجيش الذي يواجهه هو الأوّل والثّاني فقط.
وهكذا تحكّم المسلمون في اختيار موقع المعركة، ووضعوا خططهم على أساس ذلك، ونظمّ يوسف الاتّصالات السّريعة بينه كقائد أعلى للجيش وقواد الجيشين بحيث تأتي الأخبار سريعة. وجعل ابن تاشفين المعتمد بن عباد في قلب مقدّمة جيش الأندلس، والمتوكل بن الأفطس في الميمنة، وأهل مشرق الأندلس في الميسرة، وباقي الأندلسيين في السّاقة.
وجعل من جيشه المرابطي كمائن لتفاجيء العدو بعد اصطدامه بفرسان المرابطين وبجيش الأندلس، ولمنع الأندلسيين من الترّاجع أو الفرار، وضرب معسكره وراء ربوته العالية منفصلًا عن مكان القوات الأندلسيّة.
_________
١عنان- دول الطوائف ص ٣٢١.
٢ وفيات الأعيان جـ٧ ص ١١٦/ المؤنس ص ١٠٨/ أعمال الأعلام جـ٢ ص ٢٤٦/ ياقوت جـ ٣ ص ١٤٦. والزلاقة الموضع الذي لا يمكن الثبوت عليه من شدة زلقه- لسان العرب جـ١٠ ص ١٤٤.
٣ التواتي ص ٢٩٥ وانظر الحجي- التاريخ الأندلسي ص ٤٠٥.
استعداد النصارى وتحركهم باتجاه المسلمين ... استعداد النّصارى وتحرسهم باتجاه المسلمين: كان الفونسو السادس قد طمع في الأندلس الإسلاميّة، وعتا وتجبرّ، وقطع عهوده مع
استعداد النصارى وتحركهم باتجاه المسلمين ... استعداد النّصارى وتحرسهم باتجاه المسلمين: كان الفونسو السادس قد طمع في الأندلس الإسلاميّة، وعتا وتجبرّ، وقطع عهوده مع
1 / 189