39

الوجيز في فقه الإمام الشافعي

محقق

علي معوض وعادل عبد الموجود

الناشر

شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٨ هجري

مكان النشر

بيروت

أنشدنیهما .

قال: أنشدني أبو نصر عبد الرحيم القشيري لنفسه [مخلّع البسيط]:

ربَّ أخٍ سِمْتُهُ فِراقِي وكنتُ منْ قبلُ أصطَفِيهِ

ذاك لأنّي ارتجيْتُ رَشْداً فَلاَحَ أنْ لا فَلاَحَ فِيهِ (١)

محمد بن عليّ بن عبد الله بن أحمد بن حَمْدَانَ، أبو سَعِيدٍ، الجَاوانِيُّ، الحِلَّويُّ، العِراقِيُّ.

و(جَاوَان)): قبيلة من الأَكْرَادِ، سكنوا ((الحِلَّةَ)).

وقد كُنِىَ بأبي عبد الله أَيْضاً.

تفقَّه بـ (بَغْدَادَ)) على الغَزَّالِيّ، والشَّاشِيّ، وإِلْكِيَا.

وَبَرَعَ، وتَميَّز.

وسمع من أبي عبدالله الحُمَيْدِيَّ؛ وأبي سَعِيدٍ عبد الواحد ابن الأُسْتَاذِ أبي القاسم القُشَيْرِيّ، وأبي بكر الشَّامِيّ القاضي.

وقرأ ((المَقَامَاتِ)) على مؤلِّفها القاسم الحَرِيرِيّ.

وله (شَرْحُ المقامات)) و((عُوبُ الشعر))، و(الفَرْقُ بين الراء والعين)). وحدَّث بكتاب ((إلْجَامِ العَوَامِّ)) للغَزَّالِيّ، عنه.

ومن شعره: [الطويل]

سَلَامٌ عَلَى عَهْدِ الهَوَىُ المُتَقَادِمِ وَأَيَّامِنَا الَّلاتِي بِجَرْعَاءِ جَاسِمٍ

وَدَارٍ ألِفْنَا الوَجْدَ فِيهَا وَمَسْكِنٍ نَعِمْنَا بِهِ مَعَ كُلِّ حَوْرَاءَ نَاعِمٍ
مَرَابعُ أُنْسِي فِي الهَوَى وَمَنَازِلٌ لِلَهْوِ الصِّبَا وَالوَصْلُ رَاسِي الدَّعَائِمِ

قال ابن النجَّار: بلغني أن مَوْلِدَهُ في سنة ثمان وستين وأربعمائة، ولم يؤرِّخ وفاتَه(٢).

٢٦ - خَلَفُ بْنُ أَحْمَدَ إمام فاضل، من أصحاب الغَزّالِيّ، له عنه ((تعليقة)).

ذكره ابن الصَّلاح في ((شرِحِ مُشْكل الوَسِيط))، وقال: بلغني أنه تُوقِّي قبل الغَزّالِيّ(٣).

جُهُودُهُ الْعِلْمِيَّةُ وَمُصَنَّفَاتُهُ:

مما لا شكَّ فيه أنَّ حُجَّةَ الإِسْلامِ الإمامَ الغَزَّاليَّ قد أرتَشَفَ من مناهِلِ العِلْمِ ما استطاع أنْ يَرْتَشِفَ، ونهَلَ من مَعِينِ المعرفةِ ما شَاءَ له أن يَنْهَلَ، وأنه امتزَجَ بثقافةِ عَصْره، وتشرَّبَ أبعادَهَا وجوانبها، وأحاطَ بدقائِقِها وعظائِمِها، وألَمَّ بجميعِ أطرافِها وآفاقِها، فكانَ - رحمه الله - بعد أن

(١) ينظر: طبقات الشافعية ٦/ ١٤٧ - ١٤٨.
(٢) ينظر: طبقات الشافعية ٦/ ١٥٢ - ١٥٣.
(٣) ينظر: طبقات الشافعية ٧/ ٨٣.

39