الوجيز في فقه السنة والكتاب العزيز
الناشر
دار ابن رجب
رقم الإصدار
الثالثة
سنة النشر
١٤٢١ هـ - ٢٠٠١ م
مكان النشر
مصر
تصانيف
تقديم بقلم فضيلة الشيخ/ محمد صفوت نور الدين
الرئيس العام لجماعة أنصار السنة المحمدية بمصر
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول لله ﷺ.
فلقد أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما عن معاوية بن أبى سفيان ﵄ قال قال رسول الله ﷺ من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين (١).
وأخرجا أيضًا عن أبي موسى الأشعرى ﵁ قال: قال النبي ﷺ: مثل ما بعثنى الله به من الهدى والعلم، كمثل الغيث الكثير، أصاب أرضًا، فكان منها نقيةٌ قبلت الماء، فانبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها أجادب أمسكت الماء، فنفع الله بها الناس فشربوا منها، وسقوا وزرعوا، وأصاب طائفة منها أخرى، إنما هى قيعان لا تمسك ماءً، ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين الله، ونفعه ما بعثنى الله به فعلم وعلَّم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسًا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به (٢).
وبعد:
أيها القارئ إن رسول الله ﷺ كما وصفته عائشة ﵂: "كان خلقه القرآن" (٣). أي كان تنفيذًا عمليًا للوحى وتطبيقًا له. من أجل ذلك كان ﷺ يقول للناس "صلوا كما رأيتمونى أصلي" (٤) ويقول في الحج "خذوا عني مناسككم" (٥) ويقول في الوضوء "من توضأ نحو وضوئى هذا ... " (٦) ويقول في غير هذا
_________
(١) متفق عليه: [ص. ج ٦٦١٢].
(٢) متفق عليه: [ص. ج ٥٨٥٥].
(٣) صحيح: [ص. ج ٤٨١١].
(٤) صحيح: [الإرواء ٢٦٢].
(٥) صحيح: [الإرواء ١٠٧٤].
(٦) صحيح: [ص. ج ٦١٧٥].
1 / 9