الوحدان - ضمن «آثار المعلمي»
محقق
علي بن محمد العمران
الناشر
دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٤ هـ
تصانيف
وثالثًا: لا يعرف أن قريشًا كانوا جيرانًا للنبي ﵌ بعد الهجرة، ولا حلفاء، بلى كان بينه ﵌ وبينهم بعد الحديبية عهدٌ معروف، كان وقع التراضي فيه على أن يرد إليهم من جاءه منهم، فإن صحت القصة فلا يمكن أن تكون إلا بعد الحديبية، وقد كان النبي ﵌ عاهدهم على أن يرد إليهم من يجيئه منهم، ووفَى لهم.
فإن كان استشار أبا بكر وعمر، فأشارا عليه بما فيه وفاء بالعهد، فليس في ذلك ما يكرهه النبي ﵌، والله أعلم.
فإن قيل: إنما عاهدهم على أن يردّ إليهم من جاءه منهم، وعبيدهم ليسوا منهم.
قلت: إن صح هذا، فلم يتنبّه الشيخان لهذا، فبنيا على أن العبيد داخلون فيمن وقعت المعاهدة بردّه.
ثم رأيت في «المستدرك» (٢/ ١٢٥) من طريق ابن إسحاق، عن أبان بن صالح، عن منصور بن المعتمر، عن رِبْعي بن حراش، عن عليّ بن أبي طالب ﵁ قال: «خرج عبدان إلى رسول الله ﵌ يوم الحديبية قبل الصلح، فكتب إليه مواليهم، قالوا: يا محمد! والله ما خرجوا إليك رغبةً في دينك، وإنما خرجوا هربًا من الرق، فقال ناس: صدقوا يا رسول الله، ردّهم إليهم. فغضب رسول الله ﵌ فقال: ما أراكم تنتهون يا معشر قريش حتى يبعث الله عليكم من يضرب رقابكم على هذا، وأبى أن يردّهم، وقال: هم عُتقاء الله» (^١).
(^١) وأخرجه من هذا الطريق أيضًا أبو داود (٢٧٠٠)، وابن الجارود في «المنتقى» (١٠٩٣)، والبيهقي في «الكبرى» (٩/ ٣٨٣) من طريق الحاكم، والفاكهي في «أخبار مكة»: (٥/ ٢٣٨) وقال في آخره: قال عبد الله: وخرج آخرون بعد الصلح فردّهم. وفي جميع المصادر «قبل الصلح» وما نقلناه عن الفاكهي يثبّته.
13 / 85