الواضح في علوم القرآن
الناشر
دار الكلم الطيب / دار العلوم الانسانية
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤١٨ هـ - ١٩٩٨ م
مكان النشر
دمشق
تصانيف
الفصل الأول حفظ القرآن وكتابته في عهد النبيّ ﷺ ترتيبه- أسماء سوره
١ - حفظ القرآن في الصدور:
(١) حفظ النبيّ ﷺ:
كان رسول الله ﷺ ينتظر نزول الوحي بلهفة وشوق، وكانت همّته بادئ الأمر تنصرف إلى حفظ كلام الله المنزل وفهمه، ثم يقرؤه على الناس على مكث، ليحفظوه ويستظهروه في صدورهم، لأنه ﷺ كان أميا لا يعرف القراءة والكتابة، وقد بعثه الله في أمة تغلب عليها الأميّة، قال تعالى: هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ [الجمعة: ٢]. وقد بلغ من حرص النبيّ ﷺ على حفظ القرآن: أنه كان يردّده أثناء نزول الوحي عليه مخافة أن تفوته كلمة أو ينسى حرفا، حتى طمأنه ربّه ﷿ وتكفّل له بحفظه في صدره وعدم نسيانه بعد سماعه من الوحي، قال تعالى: لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (١٦) إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (١٧) فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ [القيامة: ١٦ - ١٩]. وقال تعالى: وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا [طه: ١١٤]. وقال سبحانه:
سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى [الأعلى: ٦].
ومن هنا نستطيع أن نعلم أنّ النبيّ ﷺ كان أوّل جامع للقرآن في صدره الشريف وسيّد الحفّاظ، ومرجع الصحابة في حفظهم للقرآن وفهمهم له، وكان
1 / 72