الواضح في علوم القرآن
الناشر
دار الكلم الطيب / دار العلوم الانسانية
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤١٨ هـ - ١٩٩٨ م
مكان النشر
دمشق
تصانيف
تمهيد
تطلق كلمة جمع القرآن ويراد بها معنيان:
المعنى الأول: حفظه واستظهاره، فهو جمع في القلوب والصدور. وهو بهذا المعنى قد أوتيه رسول الله ﷺ قبل الجميع، قال الله تعالى: لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (١٦) إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (١٧) فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ [القيامة: ١٦ - ١٨].
وعلى هذا المعنى، فقد جمعه أيضا كثير من الصحابة ﵃، ومنه ما
رواه ابن أبي داود: قال عليّ ﵁: لما مات رسول الله ﷺ آليت أن لا آخذ عليّ ردائي إلا لصلاة جمعة
-
وفي رواية: إلا لصلاة- حتى أجمع القرآن فجمعه «١».
المعنى الثاني: كتابته كله حروفا وكلمات وآيات وسورا، وهو جمع في الصحائف والسطور، وهو بهذا المعنى قد حدث ثلاث مرات.
قال الحاكم في (المستدرك): جمع القرآن ثلاث مرات: أحدهما بحضرة النبيّ ﷺ «٢»، والثانية بحضرة أبي بكر ﵁، والجمع الثالث في زمن
عثمان ﵁ «٣».
_________
(١) الإتقان، للسيوطي (١/ ١٨٣) ومعنى: فجمعه: أي حفظه في صدره.
(٢) رواه الحاكم في المستدرك (٢/ ٢٩٩) عن زيد بن ثابت ﵁ قال: كنّا عند رسول الله ﷺ نؤلّف القرآن من الرّقاع.
(٣) انظر الإتقان للسيوطي (١/ ١٨١ - ١٨٩).
1 / 70