الواضح في علوم القرآن
الناشر
دار الكلم الطيب / دار العلوم الانسانية
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤١٨ هـ - ١٩٩٨ م
مكان النشر
دمشق
تصانيف
وتغرس الأخلاق في تربة التطبيق العملي فور نزولها، ويكون ذلك أدعى لحفظها وبيان قيمتها./
٢ - أمثلة لأسباب النزول:
١ - أخرج البخاري عن ابن مسعود ﵁ قال: كنت أمشي مع النبيّ ﷺ بالمدينة، وهو يتوكأ على عسيب، فمرّ بنفر من اليهود، فقال بعضهم: لو سألتموه. فقالوا: حدثنا عن الروح. فقام ساعة ورفع رأسه فعرفت أنه يوحى إليه، حتى صعد الوحي، ثم قال: قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا [الإسراء: ٨٥] «١».
٢ - أخرج الحاكم والترمذي عن عائشة ﵂، أنه جاء عبد الله بن أم مكتوم- وهو ضرير- فقال: يا رسول الله، أرشدني، وعند النبيّ ﷺ بعض عظماء المشركين، فجعل النبيّ ﷺ يعرض عنه ويقبل على الآخرين، فنزل قوله تعالى: عَبَسَ وَتَوَلَّى (١) أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى (٢) وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (٣) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى [عبس: ١ - ٤] «٢».
٣ - وأخرج الحاكم والترمذيّ عن أم سلمة ﵂ أنها قالت: يا رسول الله! لا أسمع الله ذكر النساء في الهجرة بشيء. فأنزل الله تعالى:
_________
(١) رواه البخاري في الاعتصام بالكتاب والسنة (٦٨٦٧).
(٢) رواه الترمذي في التفسير (٣٣٣١) والحاكم في المستدرك (٢/ ٥١٤) وقال الذهبي:
وأرسله جماعة عن هشام، وهو الصواب.
1 / 59